نور في آخر النفق: بقلم جورج عازار
نُورٌ في آخِرِ النَّفَقِ على وَشَكِ الوَقيّعةِ لُججُ اليَّمِ تَحْشِدُ قِواها وحُوريةُ البَحرِ تُنهي تَرتَيبَ زِيّنَتِهَا يدٌ تَنتشِلُني وأُخرى عَميقَاً نَحو الغَرقِ تَدفعني تَضَيُّقُ الخَياراتُ بينَ أَشوَاكِ الصَبَّارِ وبينَ وَشوشاتِ الطَّحَالبِ بِلا قَرارٍ أَغوصُ فَتُصبِحَ همَساتُ العَرافَاتِ قَهقهاتٍ مُخيفةٍ وصُراخاً وعَويلاً ذَاكرتي خَاويةٌ وخواطري مَطفِيةٌ يَجذِبني الشَّغفُ إلى عَروسِ البَحرِ السَّجينةِ وهَديرِ الأمواِج الغَيورةِ يَقذفني نَحو الأبعدِ يَنوءُ كَاهِلي تَحتَ وطأةِ الضَرباتِ بِلا شَفقةٍ أعاودُ الكَرةَ تلوَ الأخرى أَعانقُ تَارةً حَافةَ القَبرِ وتارةً بَوّاباتِ السَّماءِ أقرأُ حُروفً اِسمي تَتَرَدَّدُ بَينَ شَفتيها وتَرتَسِمُ استرجِعُ بَعضَاً مِن عُنفواني أَعُومُ نَحوَها أتلَمَّسُ سَلاسِلَ مَحبسِها نِجمَةُ بَحرِ تَرصُدها تُشتِّتُ اِنتباهي بِخَدائِعها والحَبَّارُ المَاكرُ بالسُّوادِ يُظلِّلُني قَريبٌ أَنا مِنها أقرَبُ مِن فَمٍ إلى كَلمةِ كِدتُ أنطِقُها كِدتُ أصَلُها يَدي تَمتَدَّ نَحوَها لَكنَّ زَلزَلةً تَهِزُّني ودَوامةً مِن تَحتَ أقدامي تُبعثُرني تَتَلاشَى في قَاعِ ...