رسالة الى الضياع..كي يسمعها العالم: بقلم محمود أحمد الحاج علي
رسالة إلى الضياع... كي يسمعها العالم
أيّها الضياع...
كُفَّ عن ملاحقتي كظلٍّ أعور في ظهيرةٍ بلا شمس!
كُفَّ عن الصراخ في رأسي، وعن بعثرة أفكاري، وعن جرِّي إلى قاعٍ لا قرارَ له!
لقد سئمتك...
سئمتُ أن أكون خريطةً بلا جهة،
وصوتًا بلا صدى،
ونبضًا يرتطم بجدران قلبه كطائرٍ مذبوحٍ يبحث عن نافذة!
أيّها العالم...
أنا لا أطلب كثيرًا، فقط أريد أن أتنفّس دون أن يختنقني الهواء،
أن أبتسم دون أن يُكذّبني وجهي،
أن أرى النور دون أن تفقأني العتمة!
في داخلي عاصفةٌ لا تبحث عن الهدوء، بل عن صراخٍ يُفجّرها!
في داخلي وطنٌ احترقَ علمُه، ونَسِيتُ نشيدَه، وتنكّرتْ أرضُه لي!
أنا الضائعُ الذي لا يبحث عن طريق، بل عن نفسِه!
أنا المنهكُ الذي لم تقتله الخطوات، بل كثرةُ الوقوف في مكانٍ لا ينتمي إليه!
أيّها البشر:
لستُ بخير... نعم،
ولكنّي لستُ ميّتًا بعد،
ما زال في صدري لهاثُ صراخٍ لم يُطلق،
فإيّاكم أن تظنّوا أن الصامتين ضعفاء...
الصامتون، يا هذا العالم البليد،
هم أولئك الذين إن انفجروا... أسكتوا الحياة!
✍️.... محمود أحمد الحاج علي .... سوريا

تعليقات