عذرا نزار: بقلم محمود أحمد الحاج علي

 عُذْرًا نِزَارُ...

فَقَدْ شَاخَ غَزَلُكَ عِندَ حَافَةِ شَفَتَيْهَا،

وَاحْتَرَقَ الحَرْفُ فِي مِقْلَتَيْهَا،

وَانْطَفَأَتْ كُلُّ قَوَافِي العُشَّاقِ تَحْتَ كَعْبِهَا العَالِي!


أَنَا لَا أَكْتُبُ غَزَلًا...

بَلْ أُشْعِلُ الحَرْبَ فِي المَسَامِ،

أَجْعَلُ القُبَلَ قَنَابِلَ،

وَالأَهْدَابَ فِخَاخًا،

وَالْأُنْثَى بُرْكَانًا يُدَمِّرُ كُلَّ أَبْجَدِيَّاتِ الرُّجُولَةِ.


أَنَا لَا أَقُولُ "أُحِبُّكِ"...

بَلْ أَصْرُخُهَا كَالْقَذِيفَةِ مِنْ بَيْنِ أَضْلَاعِي،

أُحِبُّكِ؟!

بَلْ أَنَا أَعْبُدُكِ فِي كَعْبَةِ صَدْرِكِ،

وَأَطُوفُ سَبْعًا بَيْنَ خَصْرِكِ وَسِرِّكِ.


يَا امْرَأَةً...

إِذَا نَظَرَتْ، انْحَنَتِ اللُّغَاتُ حَيَاءً،

وَإِذَا تَنَفَّسَتْ، تَهَاوَى نِزَارُ فَوْقَ دِوَانِهِ،

وَاعْتَذَرَ لأَصَابِعِكِ عَنْ كُلِّ غَزَلٍ سَبَقَ!


كُلُّ الشُّعَرَاءِ ضُيُوفٌ عَلَى جَسَدِكِ،

أَمَّا أَنَا،

فَأَنَا وَطَنُكِ...

أَنَا مِحْرَابُكِ...

أَنَا الْحَرِيقُ الَّذِي لَا يُطْفَأُ.


أُرْسِلُ فِيكِ نِيرَانًا، لَا تَحْتَرِقُ،

أُنْثَى كَالزِّلْزَالِ تُزَلْزِلُ الأَحْلَامَ،

تُعَانِقُ صَرَخَاتِ الرَّغْبَةِ فِي لَيْلِهَا،

وَتَرْسُمُ عَلَى جَسَدِهَا قَصَائِدَ الْمَجَازِ وَالدُّخَانِ.


قُلْ لِي، نِزَارُ... هَلْ قَرَأْتَ أُنْثَى بِهَذِهِ الْقَسْوَةِ؟

هَلْ لَعَنْتَ رِيحًا حَمَلَتْ أَسْمَاءَهَا،

وَأَحْرَقَتْ قَصَائِدَكَ بِشَهْوَةٍ لَا تَعْرِفُ الْقُيُودَ؟

أَنَا الَّذِي أَحْبَبْتُهَا حَتَّى امْتَزَجَ قَلْبِي بِنِيرَانِهَا،

وَأَصْبَحْتُ كِتَابًا مَفْتُوحًا عَلَى كُلِّ جِلْدٍ مِنْ جِلْدِهَا.


فَلْتَنْسَ أَلْقَابَ العُشَّاقِ الَّذِينَ سَبَقُونَا،

أَنَا هُوَ الحَرِيقُ الْأَخِيرُ،

الَّذِي سَيَتْرُكُ كُلَّ مُدُنِ الْغَزَلِ مُنْكُوبَةً،

وَيَجْعَلُ مِنْكِ قِصَّةً لَا تُنْسَى...

وَلَا يُدَانِيها أَحَدٌ.


وَلا تَظُنِّي أَنَّنِي أَخْشَى نَارَكِ،

فَقَلْبِي سُجِنٌ مِنْ نَارِ العِشْقِ،

وَكُلُّ مَا فِي دَاخِلِي لَهَبٌ،

وَأَنَا الْمُتَيَّمُ بِكِ، وَالْمُتْرَدِّدُ بَيْنَ سُحُبِ الرَّغْبَةِ وَرَحِيقِ الأَمَلِ.


أَنَا الَّذِي أَحْلَمُ أَنْ أَكُونَ وَحْدِي فِي لَيْلِكِ،

وَأَسْمَعَ صَمْتَكِ يَهُزُّ كَوْنِي،

وَيَجْعَلَ مِنْ عَطْفِكِ نَجْمَةً تُنِيرُ عَالَمِي،

وَيَغْلِبَ عَلَى أَسْوَادِ الحَيَاةِ أَلْوَانُ حُبِّكِ.


فَكَيْفَ أَخْشَى النَّارَ وَأَنَا نَفْسُهَا،

وَكَيْفَ أَسْتَسْلِمُ لِلْوُحْشَةِ وَأَنْتِ سُكْرُ الأَشْجَانِ،

وَحَبِيبَةُ قَلْبِي وَأَوْهَمُهُ الأَبَدِيُّ؟


✍️....محمود أحمد الحاج علي .... سوريا



تعليقات

المشاركات الشائعة