دروب القفار: بقلم مروان كوجر
دروب القفار
مررْتُ اليَوْمَ تَحْدُونِي الدِّيَارُ
حَنِينُ الشَّوْقِ فِي قَلْبِي يُثَارُ
وَأسْأَلُ كُلَّ بَابٍ عَنْ رَهِيفٍ
وَكَمْ عانَيْتُ مِنْ لَيْلٍ طَوِيلٍ
تُسَامِرُنِي الحِجَارَةُ وَالجِدَارُ
وَسَهْدٌ طَالَ قَدْ كَلَّتْهُ جَفَنِي
تَسَائِلُنِي النُّجُومُ مَتَى النَّهَارُ
وَقَدْ وَصَفَ الجَمِيعُ شُذُوذَ فِعْلِي
رَصِينٌ كُنْتُ يَكْسُونِي الوَقَارُ
وَكَمْ نَادَيْتُ فِي الأَصْدَاءِ أَبْكِي
فَلَمْ يَسْمَع نَحِيبَ القَلْبِ جَارُ
وَأَشْوَاكٌ تَرَامَتْ فِي طَرِيقِي
كَأَنَّ الدَّرْبَ يَعْمِيهِ القَفَارُ
وَتَحْرِمُنِي التَّقَرُّبَ مِنْ مَنَالٍ
أَفِي الأَحْلَامِ مِنْ شَيْءِ يَضَارُ .؟
وَأسْأَلُ دَمْعَتِي عَنْ قَهْرِ قَلْبِي
فَهَلْ جَحَدَ الجَمِيل أَلَا يَغَارُ .؟
جَمَادَاتٌ وَأَنْظُرُهَا بَعِيدًا
لَعَلَّ الدَّارَ يَضْوِيها مِنَارُ
وَقَدْ جَافَتْ هُطُولُ الغَيْثِ رَوْضِي
فَجَفَّ الغُصْنُ وَانْقَطَعَ الثِّمَارُ
فَهَلْ تَغْنِي عَنِ النَّسَمَاتِ رِيحٌ
بِعَصْفِ الرِّيحِ قَدْ يَعْلُو الجَهَارُ
سَأَلْتُ القَلْبَ هَلْ أرَبُّو لَعِيبٍ
إِذَا أَفْصَحْتَ، هَلْ يَأْتِي مُضَارُ .؟
أَمَا تَدْرِي بِأَنَّنِي فِي ضِيَاعٍ .!
حَزِينُ القَلْبِ قَدْ أَصْلَتْهُ نَارٌ
حَبِيبٌ كُنْتُ أَحْسِبُهُ ضِيَاءً
رَأَيْتُ الشَّمْسَ يَحْجُبُهَا النَّهَارُ
فَمَا بَالُ المَحَبَّةِ قَدْ تَغَاضَتْ
كَأَنَّ العِشْقَ قَدْ أَقْصَاهُ عَارٌ
أَتَوَقُّ إِلَى الحَبِيبِ وَلَسْتُ أَدْرِي
أَيَذْكُرُنِي الحَبِيبُ أَمِ الدِّيَارُ
بِقَلَمِ المُسْتَشَارِ الثَّقَافِيِّ
السَّفِيرِ د. مَرْوَان كُوجَر
تعليقات