حروف برماد الذاكرة: بقلم يعرب قحطان الزبيدي
حروف برماد الذاكرة
2025/5/8
………………..
تقمَّصني العذابُ بذاتِ جَمرٍ
يُسَجِّرُها ويُلهِبُها حنيني
وأَردَفَني بِموقِدِهِ وقوداً
بِذاكرةٍ تُداوِلُها سنيني
فما خَمَدَت براثنهُ بشوطٍ
وما هَجعَ الفؤادُ من الأَنينِ
فحالِكَةٌ بسطوتهِ الليالي
وقاطِعةٌ خناجِرُهُ وَتيني
ألا تَعسَ الحياةِ بِكربِ هَمٍّ
مناهِلُهُ الطَّوارقُ مِن معيني
سَعيتُ وما سعيتُ بفيضِ وُدٍّ
لِأورَدَ بالمرائِرَ مِن قريني
وماخُضتُ التَّجاربَ في تَجَنٍّ
وماخُنتُ الودادَ ببيعِ ديني
وفي قسمِ العهودِ بررتُ وعداً
فَصُنتُ العهدَ في القسمِ المَتينِ
على ذاتِ الطَّريقِ سَقَفتُ قَصراً
فما مَنَعَ الحَصيبَ ولم يقيني
وفي ذاتِ الطَّريقِ طَوَيتُ جُرحاً
علائِمُهُ السُّطورُ على الجبينِ
كَتبتُ الحرفَ في ألمٍ ودمعٍ
وجبتُ الأرضَ في الوجعِ المبينِ
كِتابُ العمرِ تَكتبهُ المآسي
تُربِّتُهُ وتسطُرهُ يميني
ورفرفةٌ يُخَبِّئُها فؤادي
بشاغِلَةٍ كأُمنيةِ السَّجينِ
إذا ذُكِرَ الحبيبُ أطالَ أَنّاً
مُؤَسَّرُ بالصَّبابةِ والحنينِ
فيا أسفاً على شَغَفٍ بِذكرى
تُؤَسِّرُني بِحُرقَتِها شجوني
تُعَلِّلُني البُدورُ بِكُلِّ ليلٍ
وتهمِسُني النُّجومُ وتحتويني
تُبادِلُني التَّوارُدَ في غَرامٍ
بما شهدت نواظِرُها شُدوني
وأصداءُ البُكاءِ بجوفِ روحٍ
تواتَرَ في المسامعِ كالرَّنينِ
وجمرُ الرَّيبِ يصحبني سميرٌ
وَساوِسُهُ تُساكنني عريني
أَجُرُّ الآه تحسَبُها استلالٌ
لخارِقَةٍ نواصِلُها بِقيني
فَأحمِلُها على مَضَضٍ بِصَمتٍ
وأكبتُها مع الوَجَعِ الدَّفينِ
د. يعرب قحطان الزبيدي
تعليقات