أحقا كنا يا عيد؟: بقلم ميسون يوسف نزال

 أحقا كنا يا عيد؟


  مدينتي

ما تزالُ حفنة أضواءٍ خافتةٍ

صمتها ضجيجُ عنفواني

ظلها منحسرٌ بين مدارات الشوقِ العتيقِ

الفرحُ فيها... بطيءٌ.. بطيءٌ

كجنديٍ يحملُ أوزارَ الكونِ

كأنَ المعاركَ كتبت لأجلهِ

ينتظرُ ربيعا دافئا

تلسعه نسمات الصبحِ الكئيبة

أما أنا ... أين أنا ؟؟

آهٍ.. يا أمي

أتدركينَ كم أتوقُ للنومِ بينَ خصلات شعركِ

كزورقٍ تحنو عليهِ أمواجُ الصيفِ الهادئة

أتعلمين أن العيد أتى؟

وأنتِ ما زلت خلفَ جبال الأوراسِ

تقطفينَ ثمارَ البعدِ

تخشينَ أن تدسي بذورَ الأملِ

فتتلفها رياح الغربةٍ مرة أخرى

أشتهي أن أضمك حتى في حلمي المفقودِ

على شرفاتِ القدر

ما تزالُ نظراتك تلمسُ أيامَ عمري

تتسربُ داخلي

تكويني بنارِ اللقاء المنغمسِ بينَ طبقاتِ جليدِ القرار

الشوارعُ يا أمي تمتدُ تحت قدمي

أتسابقُ مع ظلّي

إلى أين أمضي؟

أحقا كنا يا أمي؟

الوخشةُ تقفُ أمامي كرمحٍ لا ينثني

وأنا العالقة بين أحزانِ العمالقةِ

أردد حكايةَ النبضِ المتلكئِ على أسرةِ الزمن..

أعلن لحظةَ استسلامي صبيحة كل عيدٍ

أرتدي ثوبَ التمني

أصلي صلاةَ استسقاءٍ

فإني أتوسد الاستجابة على شواهدِ ليلي...


ميسون يوسف نزال /فلسطين


تعليقات

المشاركات الشائعة