اخبريهم عني: بقلم نجمة عمر علي
#أخبريهم عني..
أخبريهم أنني الشاعر المنتظر في وطنه..
أنني الأسير العائد من الأسر..
أنني العاشق لأرض القدس..
أنني العاقل الوحيد فوق السطور المتمردة..
أخبريهم أنني تائه بين القصائد ونتائج الحروب ..
أخبريهم أنني أغار جدا من كل الحروف التي تحاول عناق صمتك ...
من يباغتك وحكمتك وقت حضوري..
حتى من وطني وخرابه ...
ماذا لو تمنيت أن يحل بي خراب الأوطان لتعشقي أرضي ..
وأن أتعطر برائحة الحبر وصلد اللحد..
حتى من تماثلك للصمت أغار ..
من الشمس..
من القمر ..
من الليل ..
من البرد..
من جوربي فصل الشتاء..
من خيمة على شاطئ البحر وأنت بعيدة..
من فصل الخريف ..
من الصوت..
من الدموع ..
من قصائد درويش ..
من اسمك ..
من كل شيء عليك أغار ...
حتى من شوارع الوطن وأزقة المدن ...
من فرشاة التلوين ..
من ورق تلقيه ..
من الغضب والثورة ..
والثورة والشعب والنجمة أنت ...
وأنا أراقب السماء أتوه في عد النجمات فأخبريهم عني وعن جنوني وعن شجاعتي وعن اسمي الحقيقي...
عن ظلي..
عن جنوني..
عن حروفي..
عن براعتي في الإحتواء ..
عن فشلي الذريع...
عن صرختي...
عن البكاء الذي يزيدك بهاء...
أخبريهم أنني أخاف أن تكسري ظلي وترحلي..
مجرد الفكرة تتعبني ..
فكرة أن لا تخبريهم أنني ظلك فكرة مجنونة..
أصادق الغيوم حتى لا يتكدر فيحجب عني ظلك..
فكرة أن أرحب بالإحتلال وأنت تناهضينه فكرة
أيضا مجنونة...ولكنها ليست أكثر جنونا مني
أن أطلب منك أن تخبري الجميع عني فكرة
عقلانية جدا وستنقصك الشجاعة لتفعلي ..
أخبريهم أنني صاحب الظل الطويل..
أخبريهم أنك ظلي وأن الشمس بيننا لا تغيب..
وأخبريهم أننا نراوغ الناسخ الفعلي مازال..
_ مازلت أنتظرك في قصيدة..
_ مازلت أكتب عينيك القصيدة..
_ أخبريهم عني...
_ مجنون أنت ..كيف أخبرهم عنك ؟
إن أنا أخبرتهم عنك ستضيع موهبتي..
_ سأكتبك قصيدة عنوانها أنت وسيعرفني الكل..
رغما عن العقل ورغما عن الحروب والهروب ...
ورغما عن تعبي وقت النزوح..
تلازمين ظلي وقت النجاة ..
وقت الحروب..
وقت الخوف..
وقت الشجاعة..
وقت الحب..
وقت البكاء فوق تراب وطني..
فبين كل الزهور زهرة واحدة تحتل كل القصائد..
أخبريهم فقط أنك أنت الزهرة في وطن سوف يفرح.
أخبرهم عني إذا وقل أن في أحلامنا وطن لسوف يزهر وحلم لا ينسى..وأن الشوق أبدي ولا يرحل..وأنني أنتظر مثلهم..
مثل أولئك الذين ينتظرون رغيف الخبز وظلال الزيتون والفرح.
#نجمة عمر علي
تعليقات