انا وصفير البلابل: بقلم ابن سعيد محمد
أنا و صفير البلابل !
بقلم الأستاذ : ابن سعيد محمد
تمهيد : ما أجمل وجود البلابل بيننا ،بشدوها الجميل ،وألوانها أجنحتها الآسرة الساحرة ،و ما أعظم الرسائل الطريفة البديعة التي تأتي إلينا في تضاعيف صفيرها العذب ،وحركاتها الباهرة
داري بغاب الأنس تنعم بالهنا
و بكل شيء رائق و جميل !
داري تناءت عن خطوب جمة
و فظائع دوت بكل خميل !
داري تناءت لا تريد سوى الضيا
و كرامة و سلامة لخليلي
بينا أنا مستيقظ من غفوتي
أبصرت طيرا منعشا لغليلي !
أكرم بشدو بلابل و ترنم
أحيا شعورا محبطا بهديل
هي ذي البلابل أقبلت في فرحة
تسم الوجود بعودها المأمول
طرقت علي الباب ترجو يقظة
و تمليا لروائع و سهول
قالت بملء سعادة و مباهج :
قم تجتل رنم المدى المعسول !
واطرح مآسيك الممضة و الدجى
و تغنين برائع و جميل !
هو ذا الربيع بزهره و أريجه
و فراشه يردي شرود كسول
ويثير في النفس اليئوس تحفز ا
و تبسما ، و طلاقة التبجيل !
أطرقت بالحس الكليل هنيهة
متمعنا في نصحها المبذول
وأ جبتها و الحزن ملء جوانحي
و جروح عصر في الحشا ومقيلي :
كيف الرنو إلى الروائع و الضيا
و أسى الدياجي ساكن بطلولي ؟!
بم أجتلي الرحب الجميل و و رونقا
و القلب صار بسبسب و ذهول ؟!
ردت بلابل غابنا و مروجنا :
إن المآسي مصرع بفتيل
هل صد حزن عن معنى حرقة
و تمزقا أردى جميل منيل ؟!
إطرح هموم القلب دون تلكؤ
و احضن وجودا ذا سنا و حجول
بالحب ،بالأمل العريض ، و عزمنا
نحيا شموسا دون خوف أفول
رنم لصحو الكون دون تذبذب
و أشح فؤادا عن نعيق جهول
و افتح شعورك للوجود و بسمه
و عبوسه ببسالة و قبول
فالكون يلتحف الثلوج بحلكة
و عزيف ريح صرصر بذهول
و غدا سيسفر عن زهور غضة
و روائع تسبي النهى بطبول
فأجبتها والنور يملأ أفقنا
بجواب حب صادق مسؤول :
أبلابل الغاب الوديع تحية
تطوي العصور بتبرها المجدول
أنذا سعدت بعطر نصح فاخر
ومواعظ تحيي المنى بطلولي
هو ذا الفؤاد هفا لكون باسم
ورنا لرحب ساحر بذهول
و شدا بروعة صبحه ومسائه
أجمل بكون سعادة معسول
تعليقات