يا نغمة القلب: بقلم أحمد عزيز الدين أحمد
"إليكِ القصيدة.. يا نغمة القلب"
______________
يا نغمةً سكنتْ فؤادي مثلما
سكنَ النسيمُ بخدِّ وردٍ مغرمِ
يا زهرةً نادتْ طيوفَ تأمّلي
فتناثرتْ في الحُسنِ آلافُ الدُمى
ما كنتُ أعرفُ أنّ لي قلبًا إذا
همسَ الهوى فيهِ استقامَ تألمِ
لكنّ رؤياكِ التي خضّتْ دمي
جعلتْ فصولي في انتظارِكِ أنجُمي
عيناكِ.. آهٍ لو يراكِ الحالمون
لبنوا من الأحداقِ لحنَ ترنّمي
في شفتيكِ سُلافُ شمسٍ ناعسٍ
يتلو الحكاياتِ الجميلةَ عن فمي
تمشينَ.. فالأرضُ التي تمشينَها
تنسى جفافَ الوقتِ، تُزهرُ كالدمى
وترفُّ فوق خطاكِ روحي مثلما
يرفّ فوق الغيمِ حلمُ الملهِمِ
فأقولُ: يا ليلَ القصيدةِ، هل ترى
في دفءِ كفِّيها القصيِّ تعزّمي؟
إنّي لأكتبُ من عبيرِ حضورها
ما لا يُقالُ، وما يضيعُ مع الدُمى
كلُّ الحروفِ إذا أتتكِ تنحني
كالعاشقينَ على يديكِ بلا سِمَة
هل فيكِ من سرّ الخلودِ تفرُّدٌ؟
أم أنّ فيكِ من الوداعِ تَوهُّمي؟
يا زهرةً تسبقُ الندى بخفائها
وتغيبُ في ضوءِ الحقيقةِ مُبهمِ
أنا لا أريدُ سوى احتراقِ مشاعري
فيكِ.. فإنّكِ نارُ حبٍّ مترفِ
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
؛؛؛؛ شاعر الجنوب
"مواويلُ عينيكِ"
_________
أهواكِ يا وترَ القصيدةِ والعُلا
يا منبَعَ الأشواقِ في قلبي الجَوى
يا نسمةً مرتْ على جمرِ الأسى
فاستحلبَتْ في الروحِ شهدًا مُحلَوى
يا موجةً بيضاءَ تهربُ من دمي
وتعودُ مثلَ الحلمِ تسكنُ مِقلَتي
ما بيننا صمتُ الليالي، غيرَ أنْ
في الصمتِ ألفُ قصيدةٍ لم تُروَ لي
عيناكِ أغنيتي، وموّالُ الهوى
سَكرٌ يُحرّكُ مهجتي بتأنّي
أكادُ أبني في الرموشِ قصائدي
وأذوبُ شوقًا في الكلامِ المُغني
فإذا ابتسمتِ، تساقطتْ أنجمٌ
وترنّمتْ فوقَ الجراحِ ملامحي
وإذا نظرتِ، تكفكفَ الدمعُ الذي
من ذكرياتِكِ في الدُّجى لم يَبرحِ
أنتِ البدايةُ في القصيدِ، ونقطةٌ
في آخرِ الحرفِ اشتعالُ مواجعي
ما خنتُ حرفًا فيكِ، بل قدّستُهُ
كي لا يُقالَ: أضاعَ عشقَهُ شاعرِي
يا أجملَ الأنغامِ في زمنِ البُكا
يا لوحَ دمعٍ قد سُقيتِ تضرُّعي
هل لي ببعضِ هواكِ؟ أم إنّي أنا
**أنقشتُ وجدي في رخامِ توجُّعي؟
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
؛؛؛؛ شاعر الجنوب
تعليقات