أحارب فيك زمان السخافة: بقلم ابراهيم عدنان ياسين

 (أحارب فيكِ زمان السخافة)


في هذا العصر المُعلَّب،

حيثُ يطفو الترندُ كطحلبٍ فوق موجِ العقل،

وحيثُ تُباعُ الحكمةُ بأقلِّ من سعرِ "فلتر"،

وتُشترى السخافة بملايين "المشاهدات"،

أحاربُ فيكِ كلَّ هذا الخراب.

****

أحبكِ لأنكِ تقرئين،

لأنكِ تبحرين عكسَ التيارات،

لأنكِ تزرعين كتاباً في حقيبتكِ

بدل أن تملئيها بمستحضراتِ القطيع.

****

كلّما ارتفعت الضوضاءُ من حولي،

أقتربُ من همسكِ،

أجلسُ معكِ

وكأنني أُجالس مقهىً قديم

يمنع التدخين

ولا يُسمَح فيه إلا بالحب.

****

فيكِ

أحاربُ الضجيج،

أرتّقُ تمزّقَ المعنى،

أعيدُ الاعتبارَ للدهشة،

للعبارة التي لا تبدأ بـ "تابعوني من فضلكم"،

ولا تنتهي بـ "الرابط في البايو".

****

فيكِ

أستنهض وطنًا قديماً اسمهُ "العينان"،

أنبذ لغة السوق،

أنسجَ لكِ فستانًا من الكلمات

لا من توصياتِ “الذكاء الاصطناعي”

****

فيكِ

أضعُ سلاحي بتصرّف بلاغتك،

أُعلنُ العصيان على الجاذبيّة المعلّبة،

وأبايعُ أنوثتكِ

كما تبايعُ الشعوبُ أحلامها المحرّمة.

****

فيكِ

 أحارب المدينة

 التي تمشي وفي جيبها هاتفًا ذكيًا

وذاكرةً غبيّة.

****

فيكِ

أحارب أشياء كثيرة:

قواميس لا تفهم الحب،

عالم لا يصمت أبداً،

شفاهاً تقرأ الشعر

كما تقرأ نشرة الطقس.

****

لهذا

أُشرّعُ صدري

وأزرعكِ فيه

كأنّكِ الزرّ الوحيد

الذي لا يُصدرُ تنبيهات.


#إبراهيم_عدنان_ياسين



تعليقات

المشاركات الشائعة