وصايا مكتوبة: بقلم عماد سالم أبوالعطا
وصايا مكتوبة
كُل يوم نفتح أعيُننا على موت جديد
لا ندري أي طريق سيأخذُنا
أهو جوع يسرق أنفاسنا ببطء
أم رُصاصة تسدل الستار فجأة؟
صرنا نعيش وكأننا نكتُب وصيتنا كل لحظة ... لا على الورق
بل في وجوه أطفالنا
وفي دموع أمهاتنا
وصبر قلوبنا
ماذا نترك خلفنا؟
هل نكتُب ... سامحونا لأننا عجزنا عن حمايتكم ؟
أم تذكرونا حتى لو غابت وجوهنا ؟
كُل بيت هُنا يحمل جرحاً
وكُل قلب يُردد سؤالاً واحداً
إلى متى هذا الرحيل بلا عودة ؟
نزوح وذكريات تحت الرُكام
وثقل لا يصفه قلم
كأننا نختنق ولا يصل صوتنا إلى أحد
أي قلب يحتمل فراق أحبابه كُل يوم؟
أي عين تجف بعد فيضان البُكاء؟
وأي روح تصمد أمام هذا الخراب؟
أحبوا بعضكم قبل أن يخطُف الغياب أحدكُم
لا تناموا على غضب
قبلوا وجوه أطفالكم كثيراً
ولا تؤجلوا كلمة ... أحبك
فالوقت يركُض أسرع من أحلامهُم
تمسكوا بما بقي من نور
فالموت هُنا لا يطرُق الباب
إنه يسكُن بيننا
تمسكوا بمن تُحبون
فقد لا يمنحنا الغد فرصة للوداع
عماد سالم ابوالعطا
تعليقات