لست منهم: بقلم زهير جبر التميمي
هوية الفدائي
بقلمي زهير جبر العراق
لستُ منهم.
فتّشتُ في كلّ المكاتب،
بين الرفوف وعلى المداخل.
أيعقل ولادة من دون رحم،
أو أب، أو أمٍّ ثكلى في المقابر؟
فتّشتُ في عامٍ مضى،
فتّشتُ في كلّ الوجوه.
زحامٌ يأتي بالزحام،
وعند الباب حارسٌ يسألني:
هل أنت موجود هنا؟
ما اسمك، ما كنيتك؟
ولا جواب…
سوى إشارة: لستُ منهم.
وتمرّ في بالي حكاية من زمان،
عندما كنتُ صغيرًا.
كانت الأحزانُ تأتي كلَّ بيت،
قطع الليل تموج في الأزقّة والشوارع.
كان عمري ألف عام.
كان ميلادي رصاصة،
شمعة، غصن زيتونٌ بقربي،
وزنادٌ ومقاتل.
وكتابٌ فيه اسمٌ مستعار،
فيه نبضٌ ووقار.
خطّ فيه:
أنك بيدرٌ من الخير، وعنوانُ انتصار.
كلّما جفّت لدينا الأرض يومًا،
تبعث فينا السنابل…
بعد طولٍ وانتظار.
تعليقات