نشيد البوح الكبير: بقلم محمود أحمد الحاج علي

 نَشيدُ البَوْحِ الكَبير


يا سائـلَ الأرواحِ عن وجَـعِ المدى

أمِنَ البكاءِ خُلِقتَ؟ أمْ مِنْ مُرْعَدى؟


هل كنتَ قبلَ الحرفِ طفلَ دهشةٍ؟

تغفو على كفِّ الحقيقةِ مُقعَدا؟


ما بالُ هذا القلبِ؟! كم يتلوّنُ

ما بينَ سيفِ العاشقينَ ومِبْرَدا!


كُتبَتْ على جدرانِه أنفاسُنا

وغفا على شُرفاتِهِ طيفٌ رُدى


يا أيها الموتُ الجميلُ، تمهّلِ

فبعضُنا ما عادَ يشتاقُ الرّدى


ما بينَنا وطنٌ يُمزّقُ سِرَّهُ

في خيمةٍ تُخفِي الخرابَ وتشتدى


قومي هناكَ.. وكلُّ صرخةِ طفلِهم

قمرٌ يُناجي من رمادِكَ مولدا


أنّى لجفنِ الليلِ أن يتوارى

عن ناظرٍ يبكي الشعوبَ ويحتدى؟


ولِمَ الكتابةُ؟ ما جنينا غيرَها

قهْرًا يُذيبُ حروفَنا كي تُولدا!


ما للحبيبِ؟ يجيءُ ثمّ يغيبُنا

مثلَ الغيومِ تمرُّ صمًّا في العَدى


يا زهرةً من دونِ عِطرٍ، إنني

أشتاقُ حتى لو هجرتِ إلى الغدا


✍️.... محمود أحمد الحاج علي .... سوريا



تعليقات

المشاركات الشائعة