الى كل أحرار العالم
“إلى كلِّ أحرار العالم”
وُلدَ الوجعُ العظيمُ على الديارِ
حيثُ الجراحُ تفيضُ بالأنفاسِ نارِ
والدمعُ صارَ نهارَ حزنٍ دائمًا
يجري ولا يرتاحُ فوقَ المستعارِ
يا أيّها الإنسانُ في صدرِ الأسى
لكَ غُرْبَةٌ كالشمسِ تُحرقُ في انكسارِ
من أقصى الأرضِ البعيدِ إلى المدى
يعلو صدى المظلومِ رغمَ المستجارِ
لا دينَ يمنعُهُ، ولا جنسٌ لهُ
غيرُ الحياةِ تُريدُ صِدقَ الانتصارِ
تحتَ الطغاةِ وأرجلِ الجلادِ، كم
تزهرُ الأحلامُ رغمَ قساوةِ الدارِ
ليسَ انتصارُ القومِ إلا أنْ نرى
عزمَ البقاءِ يُشيّدُ الحلمَ الكبارِ
يا روحَ أرضي إنّنا لكِ أنجمٌ
تهدي دروبَ الناسِ نورَ الانتشارِ
والألمُ الفذُّ العميقُ يَصنعُ الرؤى
ويشقُّ ليلَ الخوفِ من شمسِ النهارِ
يا مَن تَسيرُ على طريقِ اليأسِ، قُم
فالحلمُ نارٌ تُشعلُ القلبَ المغارِ
في وجهِ ظلمِ القومِ نقفُ هامةً
وبأيدِنا حُرّيةٌ رغمَ الدمارِ
فلتذكُروا… في كلّ عينٍ جمرةٌ
تُحيي الفجرَ وتكسرُ القيدَ الجسارِ
فليكنْ صوتُ القلوبِ مدوّيًا
كالبرقِ حينَ يثورُ فوقَ المستعارِ
ولنحيا، مهما اشتدَّ طغيانُ العِدى
فنحنُ عزمٌ ثابتٌ رغمَ الحصارِ
وإذا انحنى عصرُ الجبابرةِ انمحى
يبقى الأحرارُ رغمَ كلِّ الجُبَارِ

تعليقات