لم اسألك الرحيلا: بقلم انور مغنية
لم أسألك الرحيلا
ارفعي عنك هذا الصمت قليلا
واسكني عمري أجيالاً وجيلا
لا تضنِّي بالحديث لو بهمسٍ
ودعي لي في هذي الدنيا سبيلا
فلديَّ كلُّ الحماقات لكنني
مجنونٌ ما عرفتُ المستحيلا
ذبلَت عيوني ونامت أجفاني
حسني غاب وصار سمعي ثقيلا
كم ملأنا كأس الأيام خمراً
وظننا أن عمرنا طويلا
كم من الأقمار قد نا جيناها
ولكم كان لهمسنا ترتيلا
فإذا حزمت إلى الرحيل حقائباً
ويصير الدمع نهراً سلسبيلا
إنما الأيام ألقت حملَنا
للهموم ، لم يكن لنا مثيلا
ما سألتك يوماً أن تقتليني
أو بأن تُجرِّحي جسمي العليلا
كم تساءلتُ ولي فكرٌ وقلبٌ
في صدري نام حبك الجميلا
ما سألتك البقاء رأفةً
بل إيماناً ما عنك بديلا
فأنا لا أرتضي الحور بجنَّةٍ
أبداً أنا لا أبدِّلُ الأصيلا
وأنا لا أسالُ إلا البقاء
ما طلبت يوماً منك الرحيلا
فقفي على حيرتي ومأساتي
واتركي لي منك شيئاً لو قليلا
ثم غادري إلى حيث تشائي
لي ربي فهو نعم الوكيلا
د.أنور مغنية 2025 04 05
تعليقات