سيدة الأربعين بقلم محمود أحمد الحاج علي
"سَيِّدَةُ الأَربَعِينَ"
تَجَاوَزَتْ أَرْبَعِينَ، فَلَا تَظُنَّنْ
بِأَنَّ سِنِينَ عُمْرِهَا قَدْ تَسْتَكِنَّ
فَفِي طِيَّاتِهَا نَبْضُ الحَيَاةِ
وَفِي عَيْنَيْهَا الأُفُقُ المُؤتَمَنْ
تَسِيرُ كَأَنَّهَا مَلِكٌ جَلِيلٌ
لَهُ التَّيْجَانُ تُنْسَجُ مِنْ فِتَنْ
وَإِنْ نَطَقَتْ، فَأَلْفُ الحُرْفِ يَسْمُو
وَيَخْجَلُ عِنْدَ نُطْقِهَا الزَّمَنُ
تُجَاهِدُ فِي الحَيَاةِ بِكُلِّ عَزْمٍ
وَتَرْفَعُ هَامَتَها وَلا تَهِنْ
فَهِيَ النِّضْجُ المُهَابُ، وَهِيَ سِرٌّ
يُجَلِّيهِ التَّأَمُّلُ وَالفِطَنْ
تَفِيضُ أُنُوثَةً، لا كَالغَوَانِي
وَلَا كَالزَّهْرِ يَذْبُلُ إنْ دَفَنْ
وَلَكِنْ كَالخُيُولِ إِذَا تَجَلَّتْ
بِفَخْرٍ، وَانْطَلَقْنَ، وَمَا رَكَنْ
وَتَجْمَعُ بَيْنَ رِقَّتِهَا وَحَزْمٍ
فَفِيهَا السِّلْمُ مَمْزُوجٌ بِمَنْعَنْ
فَلَا الأَعْوَامُ تَنْقُصُ مِنْ جَمَالٍ
وَلَا خَدٌّ تَغَيَّرَ، أَوْ لَسَنْ
فَهِيَ السَّيْدَةُ الَّتِي إِنْ جَاءَ ذِكْرٌ
لِهَامَاتِ النِّسَاءِ، فَهِيَ السَّنَنْ
محمود أحمد الحاج علي... سوريا
تعليقات