غربة وطن: بقلم أبو فؤادالكيالي

 ~ غُرْبَةُ وَطَنْ ~

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غَرِيْبُ الخُطَاْ دَرْبِيْ تَعَثَّرَ فِيْ دَمِيْ

وَ حَرْفِيْ يُعَانِيْ حُرْقَةَ السَطْرِ فِيْ فميْ


بِـحَلْقِ يَرَاعِيْ قَدْ تَذَبْذَبَ حِبْرُهُ

وَ غَصَّتْ (مَفَاعِيْلُنْ فَعُولُنْ) بِـمَبْسَمِيْ


عَلَىٰ مَوْجِهَاْ أَوْتَارُ بَحْرِيْ تعَثَّرَتْ

وَ قِيْثَارُ أَوْزَانِيْ بَرَاهُ تَلَعْثُمِيْ


وَ تَاهَتْ عَرُوْضِيْ فِيْ زِحَافَاتِ لَحْنِهَاْ

فَـصَارَ مِدَادِيْ يَشْتَكِيْ جَوْرَ مِعْصَمِيْ


كَفَىٰ حَزَنَاً أَنَّ القَوَافِيْ تَغرَّبٕتْ

عَلَىٰ سَطْرِهَاْ فِيْ صَفـْحَةِ الحِبْرِ وَ الفَمِ


كَفَىٰ حَزَنَاً أَنِّيْ بِـأَرْضِيْ مُغَيَّبٌ

وَ مَسْقطُ رَأْسِيْ لَيْسَ لِلْرَأْسِ يَنْتَمِيْ


تَنَاءَتْ عَنِ الأَوْطَانِ أَوْطَانُنَاْ كَمَاْ

تَنَاءَتْ عَنِ الأَسْمَاعِ أَلْفَاظُ أَبْكَمِ


وَ عْنْ وَاجِبِ الأَوْطَانِ بَانَتْ ضَمَائِرٌ

عَنِ البِرِّ أَقْصَتْهَاْ دَيَاجِيْرُ مُعْتِمِ


كَأَنَّ عَلَىٰ الإحْسَاسِ فِيْهَاْ غَشَاوَةٌ

وَ رَانٌ عَلَىٰ رَانٍ عَلَىٰ الحِسِّ يَرْتَمِيْ


و مَنْ خَانَ أَوْطَانَاً ترَبَّىٰ بِـحُضْنِهَاْ

وَ لَمْ يُوْفِهَاْ حَقَّاً فَـ لَيْسَ بِـآدَمِيْ


وَ مَنْ لَمْ يَصُنْ عِرْضَاً وَ عَهْدَاً وَ مَوْثِقَاً

لِـأَوْطَانِهِ وَ اللَّهِ لَيْسَ بِـمُسْلِمِ


وَ مَنْ أَدْمَنَ الأَوْطَانَ حُبَّاً و صِبْغَةً

تَظَلُّ بِهِ تَحْيَاْ وَ تَسْرِيْ مَعَ الدَمِّ


فَـيَاْ مَوْطِنِيْ مَهْمَاْ تَغَرَّبْتُ إنَّنِيْ

حَفَرْتُكَ مِيْثَاقَاً وَ عِشْقَاً بِـأَعْظُمِيْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــأبوفؤادالكياليـــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة