ترانيم الرحيل: بقلم جورج عازار
ترانيمُ الرَّحيلِ
عَلَّقُوني من حَبلٍ
على فَقرِ أحزاني
فَتدلَّتْ عُورةُ العالمِ
مِن خَيمةِ الذِّلةِ
تَروي حِكاياتٍ
أعيتْ مُلوكَ الجَّانِ
طَمِعوا ذاتَ يومٍ
في حَبلِ سِروالي
وفي فُتاتِ الخُبزِ الَّذي تَبَقَّى
في صَحنِ أوهامي
حينَ وُلِدتُ أخْبَرتْني العَرَّافَةُ
أنَّ كُلَّ الويلاتِ سوفَ تموتُ
وأنَّ كُلَّ العُقَدِ، يا إبراهيمُ، سوفَ تُحَلُّ
ولنْ يَبقى في الميدانِ سِوى
بِضعَةِ عُقَدٍ في حَبلِ السِّروالِ
"كأنَّهُ على لِصٍ خَرجتُم بسيوفٍ وعِصِيٍ"
وما أنا سِوى غريبٍ هُنا
يَلفظُني بَيتي
وتتبرَّأُ مِنِّي ذَاتي
فمِن أينَ أشتري
ثوباً يُدفِّئُني
وكُلُّ الأماكِنِ بارِدةٌ
وكُلُّ القبورِ كَئيبةٌ؟
كُلَّما لَمَسْتُ حبَّاتِ تُرابِ الأرضِ
تُصبِحُ سِرباً من اليَمامِ
وتُحلِّقُ إلى أبعَدِ مَدى
وهناكَ تَطيرُ
ذاتَ عُمرٍ مَرَرْتُ على بَوَّاباتِ السَّماءِ
أَخبَرتُهُم كَيفَ صَارَالدَّمعُ أنهاراً
وكيفَ الحُزنُ أَضحى بَراكينَ
وأشجارُ سَروٍ تُعانِقُ فضاءاتِ الشَّجوِ
حُرقةُ الجَّوى تَطفو فوقَ كُلِّ الشُطآنِ
في ليلةٍ خَجِلَ من هَولِها تيمورُ
ومن خُزيها اعْترى هولاكو
خَفَرٌ واحتشامٌ
مِن أين كُّلُّ ذاكَ الشَّرِّ يسيلُ؟
ومِن أينَ كُلُّ ذاكَ الحِقدِ يَنبعُ؟
"مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟"
اِلتَفَّ حَبلُ الفَقرِ حَولَ عُنُقي
وأكمَلَ الغَدرُ مَراسِمَ المَوتِ
فبَقيتْ آثَامُ ضَلالِهمْ حَولَ عُنُقي
تَروي شُؤمَ دَهرٍ في الفظائعِ
قد حَذِقَ وأبدَعَ
قَتلَني الإملاقُ مَرَّتينِ
وقَتلَتْني الدُنيا
في كُلِّ يومٍ آلافَ المَرَّاتِ
بقلمي: جورج عازار
اللوحة بريشة الفنان التشكيلي المبدع: يعقوب إسحق
مفردات: ابراهيم هو ذلك الفتى ١٣ عاما الذي قتلوه بدم بارد ، ولد فقيراً يستخدم حبلاً يربط به سرواله العتيق لأنه ما كان يملك ثمن حزام
تعليقات