لأمي أقول: بقلم يعرب قحطان الزبيدي
في اليوم العالمي للمرأة
(لأُمّي أقول)
2025/2/25
…………………………
أيُّ الكلامِ بيومِ عيدِكِ أنتقي
وَ بِأَيِّهِ لِعَظيمِ شَأنِكِ أَرتَقي
وَ بِأَيِّ مَلهَبَةٍ أُثيرُ مَواهبي
لِتُحِقَّ حَقَّاً في بَوائِحِ مَنطِقي
فَكفى على شَرَفِ الأُمومَةِ غايَةً
منها المعالِي وَ المكارمَ تَستَقي
وَ بِها على قُدسِ المَرامِي شِرعَةً
في تَضحياتِ بِنائِها بِتَخَلُّقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ يُشارُ لِبَذرِها
عِندَ الحَصادِ لِحاصِلٍ مُتَوَرِّقِ
في عِزِّها تغدو الدِّيارُ عزيزةً
ما ذَلَّها إِلّا لَئيمُ تَشَدُّقِ
فهي الرَّفيقَةُ و الحَبيبَةُ و السَّكَنْ
وَ هيَ الأنيسَةُ في هُمومِ تَأرُّقي
وَ لَتَحتَ أَقدامٍ لها قَد أُبسِطَتْ
جَنَّاتُ عَدْنٍ في الطَّريقِ الأسبَقِ
بِسَماءِ وَحيِكِ في المَنافِي طائِراً
أَجِدُ السَّبيلَ مُخَلِّصاً في مَحرَقي
فَكَتَبتُ يا أُمّي إليكِ قَصيدَتي
وَ مَلئْتُ فيها مِن رَذاذَكِ مَعبقي
تَقِفُ الحُروفُ صَغيرةً في ذِكرِ مَنْ
فيها العظائِمُ بالنَّفائِسِ تَلتَقي
تِلكَ الحَنايا الواهباتُ بِدِفئِها
نوراً يُعاضِدُهُ الإلهُ بِمَشرِقي
أَنسَجْتُ مَلحَمَةً بِوحيِ عَواطِفي
نَفحاتُ ذائِقَةٍ تُطيبُ تَذَوّقي
فَمَضِيتُ في سِفْرِ الجِهادِ لِأُمَّةٍ
بِوَفائِها حَقَّ الأُمومةِ تَرتَقي
وَ النَّاشِطاتُ مَشاعِراً قَدْ تُرجِمَتْ
فيها النَّوابضُ تَستَفيضُ بِمَدْلَقي
جَبَلاً مِنَ العِرفانِ يُصعَبُ بَوحُهُ
وَ جُموحُ عاطِفَةٍ بَدَتْ بِتَرَقُّقي
أَعييتُ فِكراً لا يُطاوِعُ غايتي
لِيَصوغَ شِعراً من غَزيرِ تَشَوُّقي
ما زِلتُ في حُلْمِ الطُّفولَةِ أَقتَفي
أَثَراً أَتوقُ لِلَثْمِهِ بِتَمَلُّقِ
و أَشُمُّ عِطْراً مِنْ شَذاكِ مُنافِذاً
هُوَ ما يَزالُ كما الهواءِ بِمَشهَقي
ما زِلتُ غَضّاً بِاحتِضانَكِ سَكْنَتي
وَ يَداكِ تَمشِطُ في الجَبينِ وَ مَفرِقي
إِنْ شِئْتِ إِنصاتاً كَتَبْتُ رَوائِعاً
أَو شِئتِ إِسبارَ الحروفِ فَحَلِّقي
أُمّاهُ عُذراً عن قُصورِ بلاغتي
حرفي تَقَهقَرَ عاجزاً في خَندَقي
ألعيدُ في شَرفِ احتِفائِكِ يَزدَهي
والضَّادُ تَنطُقُ ما يليقُ وَ تَنتَقي
سَيَدومُ ذِكْرٌ في لَوائِحِ دَفتَري
وَيَفيضُ في طَرَقِ استماعِكِ مَغدَقي
د. يعرب قحطان الزبيدي
……………………..
تعليقات