وداع بلا أثر: بقلم اسماء خوجة

 "وداع بلا أثر"

جلست تتفحص الأمواج في ضياع

تتسول من البحر ذكرى من الفقيد

منهارة تتنفس الألم والأوجاع

منهكة من انتظار بلا وعيد

كيف تودّع روح قلبها بلا وداع؟

كيف تقيم صيوانًا بلا أثر للوليد؟

تهاوت من حزنها وانقطعت عن الطريق

تستجدي البحر أن يمنحها الرجاء،

ولو بلفظ أشلاءٍ تروي ظمأ الفناء.

تنوح وتسكب روحها في حضن الدموع

لعل عبراتها تختلط بالأمواج

لعل البحر يحكم لأسيرها بالإفراج

وتنتهي المحاكمة بحكم الرجوع

راحت المسكينة تحكي قصصًا للبحر

تسرد يوميات الابن الوحيد

كيف كان بحضنها مكتملاً وسعيد

كيف كان مواظبًا على صلاة العصر

ما كان الشوق يعرف في قواميس الغالي

والبعد أبدًا على باله ما خطر

أحلامه كانت معنا وبيننا تختصر

وفجأة ظهر غول الهجرة ليغتال أمالي


لم أحظَ حتى بعناق ولا ضمة وداع

أفلت يدي وركب زورقًا بلا شراع

وفي انتظار طيف أمل مغلف بالآلام 

تتقاسم الأم حكاية فقد بلا ختام.


اسماء خوجة/ المغرب



تعليقات

المشاركات الشائعة