لو حكى الشعر: بقلم أنور مغنية
لو حكى الشِّعرُ
ما الذي باحت به تلك العيونُ ؟
إنَّ في بوح العيونِ إغراءُ
وجهك الضاحك ما أجمل وردَهُ
كلُّ بسمةٍ من الثَّغرِ غِناءُ
ما الذي أجرى دموع عينيكٍ ؟
إنَّ بعضَ الدَّمعٍ طهرٌ وصفاءُ
كلُّ ما كان لنا اليوم انقضى
بيقايانا بقينا التعساءُ
هل سأنسى وجهها ونور صبحٍ
أو قدَّاً أهيفاً فيه شقاءُ ؟
أم ناراً قد أنارت وجنتيها
فطغى عليها عقيقٌ ودماءُ
******
كهذا القلب وقد مدَّ يديه
راجياً منك وصالاً ولقاءُ
وأنا لي في عشقي تاريخٌ
ما رآه حاضرٌ أو قُدَماءُ
إنني غابة عشقٍ للطيور
في ملاذي غزلانٌ وظباءُ
لي من الأزهار عطرٌ وأريجٌ
لي من النحل شفاءٌ ودواءُ
وحدي من أحبابٍ قد تمادوا
بعد طول الودِّ هجراً وأساؤوا
******
يا صحراء فما لدوحك قد جفا ؟
كم من دوحٍ لنا يا صحراءُ ؟
في صحرائك كم تاهت أميرا
تي فأين الآن منها الأمراءُ ؟
ضاع وجهي بين تلك الكثبان
كدوارسي وعواصفٌ هوجاءُ
فوق وجهي عمرك الحزين عمري
لا أدري أخريفٌ أم شتاءُ
يا أميرتي بماذا ينفع الشع
رُ وما الذي يستطيعُ الشعراءُ ؟
******
ليس كل اشعاري فيك مدحٌ
إنما الأشعار حبرها الدماءُ
كل شعرٍ فيك قد كتبته
كلُّ شعرٍ فيك حبٌّ ووفاءُ
لم أزل أحكي على الناس حكايتي
والليالي وقصائدي البتراءُ
أنتِ يا أكبرَ من كلِّ قصائدي
يا من حسنك للحسن كِساءُ
يا ريحانة قلبي ونشيده
بابلٌ مجدكِ ، مجدك سامرَّاءُ
لو ملكت الدنيا كاملة
ما طابت لي دنيا أو بقاءُ
******
كلُّ أشعاري زخارفٌ لديكِ
من زخارفي يزدانُ البناءُ
يرفضُ الشعرُ إذا كان لغيرك
كيف يستطيعُ من فيه الوفاءُ
ينحني الشعرُ إذا أنت أتيتِ
وأمام حسنك تنحني الأسماءُ
يا روضٌ كلُّ ما فيك جميلٌ
للعصافير سماءٌ وفناءُ
لي رحيقٌ من شفاهٍ كشقائقٍ
ومن الخدود ورودها الحمراءُ
******
ما هو الشعر إذا كان لغيرك ؟
كلُّ شعري وقصائدي عمياءُ
لو حكى الشعر بغير الشفتين
كلُّ شعرٍ وقصيدةٍ خرساءُ
هام الشعرُ بطرفةٍ من عينٍ
كيف لا يهيمُ فيك الشعراءُ ؟
كتبُ الأشعار أنت معناها
نحن المستمعون والقرَّاءُ
إن بكَت عيناها بكَت عيوني
وبكَت لدمعي صخورٌ صَمَّاءُ
أنت العالم ، سقف حريتي
قتلوك فالعالم الآن عدَاءُ
د.أنور مغنية 2025 03 29
تعليقات