على ناصية شفق: بقلم ميسون يوسف نزال
على ناصيةِ شفق
هناكَ
خلفَ حطامِ الموجِ
شِلحٌ زنبقيٌ أيقظني ..
كنتُ أنتظر ...!! نعم كنت أنتظر .. !
تتلبدُ فيهِ طفولتي
كغيمةٍ منسيةٍ ذاتَ شتاءٍ
أتجرعُ مؤنَ القدرِ
على أقداحِ الظمأ
تأتيني منسابةً
كأنها لا تخضعُ لقوانينِ التفتيشِ
عندَ حدودِ النسيان
أنساقُ وراءَ العرى
أتلحفُ برودةَ الصراعِ
تمتصُ شوقي صحراءٌ معتمة
كأنها المنفى على رمالٍ.. من وطنٍ
استطانت بهِ طيورُ شاديةٍ
تبحثُ عن عاشقٌ
نسيَ جميعَ رسائلهِ وسطَ الغمام
لا يعلمُ حتى ..إن مسها بشرٌ
أو التهمتها عقاربُ التيهِ والأحزان..
أغوصُ أنا.. وحيدةً
في ترابٍ لم يصنع من أجلي
مع المطر ...
أتصدرُ نفيرَ الهجومِ
لا أملكُ سيفا.. خنجرا..أو حتى قلما
أستلقي بينَ مفاتنِ العبق
أخلعُ نعلي ...فأرضي مقدسةٌ
سأدوِّن على جدرانِ الأمسِ
تحتَ قدمي
نخلةً
ترتادُ سنابكَ الجنونِ
أمضي هنا .. أمضي هناك
أقبلُ علوها.. أنتهكُ الثرى
أبحثُ فيها عن بكاءِ العذارى
عن شوطٍ ..يبتلعُ قواعدَ الزحفَ
على جليدٍ ..من ألق
آهٍ .. يا جرحي المقدسُ
أتقنتُ قضمَ جمركِ
ابتلعتُ أقراصَ النحيبِ
على قممٍ من عدم...
غدا في الخمسين من عمري
سيجتمعُ القهرُ لي أكفان
رويدك .. رويدك .. أيها الألم !
تمهل ...
ما تزالُ براءتي تكبرُ بداخلي
محترقةً
تمهل .. فالعاصفةٌ قويةٌ
شراعي مكسورُ الأجنحةِ
أخذته رياحُ الحلمِ
على قرميدِ ضيعتنا ...
أضوءُ الشمسِ سيأخذني؟
أم نبضُ الشوقِ؟
أو سيفا يمحقُ الأنينَ خلفَ جدار!؟
آهٍ .. يا وجعي ..
كم حملتني شطآن الغضبِ
عندَ الغروب
عزلاءٌ أنا ... في زنزانة اسمها
أنا عربية .. بلا مأوى ...
ميسون يوسف نزال / فلسطين
تعليقات