عيناه غيث: بقلم انور مغنية
عيناهُ غيثٌ
لو أقبَلَت عبثاً من بعدِ ما أدبَرَت
لا شيء يعدِلُ في الدنيا يومَ صِبا
لو أمطرَت عنباً من بعدِ ما يبِسَت
ما نلنا في هذه الدنيا ما وجَبَا
كلُّ الكؤوس تمايلت بما امتلأَت
لا يسكرُ الساقي مثل الذي شَرِبا
والدنيا إن أعطَت من بعدما أخَذَت
من ذا يُعوِّضُ في الدنيا رحيلُ أبا ؟
ما زلتُ في حضنه طفلاً يلاطفُني
تزداد ضحكته لي كلما تعبا
وما انحنى لأبي ضهرٌ من حِملِهِ
وإنما من أجلي ضهره انحدبا
عيناه غيثٌ وما غيثٌ كعينا أبي
إن أطلب العون إلا منهما انسكبا
أنام والأسرارُ والمنى حُلُمي
فكان يعلمُ سِرِّي والذي احتجَبا
يا ليتني صخرةً يدوسها إنني
من تحتِ نعليه أسمو فوق السُحُبا
مهما أقول ومهما أكتب إنَّهُ
في القدر فوق الذي يوماً قد كُتِبا
إن أهملتَ اليومَ طاعةً لأبٍ
فاذكر بأنَّكَ في غدٍ تصيرُ أبا
فابرر أباكَ فإن البِرَّ من حقِّهِ
دينٌ يوافيكَهُ إبنٌ يبرُّ أبا
د.أنور مغنية 2025 01 22
تعليقات