أما لجريح: بقلم أنور مغنية
أما لجريجٍ
أما لجريحٍ عندكنَّ ثوابُ
ولا لشريدٍ عندكن مآبُ
لقد مات مِن نجواه وهو طريدة
وقد عاشَ إذ يشفيهِ بعض عتابُ
ولكنني بذكر الله وحمدهِ
أُعَزُّ ولا أحني لهنَّ رِقابُ
وما ملَكَت دليلتي كلَّ قلبي
وأن أقبَلَت بكأسها والشرابُ
وأغفو فلا أُعطي الهوى دمعَ مقلتي
وأصحو ولا يغفو بعقلي الصَّوابُ
إذا يهجرُ الخلاَّنُ من غير عذرهم
فليس سوى البعاد عنهم عِقابُ
إذا لم أُلاقي من خليلٍ مرادي
ذهبتُ لآخَرٍ لديه جوابُ
صبورٌ وليس بي بقايا بقيَّةٌ
جسورٌ بإقدامي وسيفي يُهابُ
عزيزٌ وأحداثُ المنايا تزورني
وللموت عندي موعدٌ واقترابُ
لمن يلجأ الإنسانُ بعد جروحهِ
ومن أين للجريحِ حين يُصابُ
ولو عرفوا ما يجول بخاطري
إذاً أدركوا أني علِمتُ فتابوا
تغاضيتُ عن حقِّي فظنُّوا غباوةً
وما كنتُ بالغبيِّ ،لستُ أُعابُ
فما كلُّ عاذلٍ يجافى بعذلِهِ
ولا كلُّ فَوَّاهٍ عليَّ يُجابُ
ورُبَّ نميمةٍ تدقُّ مسامعي
تطنُّ كما يطنُّ حولي ذبابُ
إلى الله أشكو فمن غيره لنا
نعيشُ وحولنا ضوارٍ ذئابُ
ولا أطلب الأعذار منهم أُجيبها
وليس لجاحدٍ بديني كِتابُ
فعَن أيّ عذرٍ قولهم لو تكلموا
فهم يتقوَّلون حين أجابوا
فإن لم يكُن عهداً قديماً نردُّهُ
فلا جادَ بالزلالِ جوف قِرابُ
فكيفَ وبيننا مسافاتُ أزمنٍ
وللهجرِ عندي زفرةٌ وعذابُ
د.أنور مغنية 2025 02 29
تعليقات