نداء الضمير: بقلم يعرب قحطان الزبيدي
(نداء الضمير)
في نصرة القدس وغزة ولبنان
2025/1/16
…………………………………….
زِدني بما زادَ الزَّمانُ بغربتي
و اجعل حريقكَ في الفؤادِ تحيّتي
و ارقص على وترِ الأنينِ بخافقي
و اطربْ على عزفِ الصُّدورِ بمحنتي
و اجهزْ على ما هندستهُ رغائبي
في حُلمِ قَصرٍ في خيالِ خَميلتي
و اهدِم جبالَ الصَّبرِ بعدَ بلوغِها
يَأسَ القنوطِ بِزاهِدٍ لِقَضيَّتي
راهنتُ وَقتاً كي يُذيبَ أَواصِراً
فيها التَّجاذُبُ مِن صَنيعِ بلِيَّتي
و شَحذتُ عزماً كي أَفُكَّ فَتائِلاً
لَفَّتْ بِمحبوكِ النَّسيجِ مُصيبتي
أَرجاءُ مَنْ عَدِمَ الضَّميرَ مُقامِراً ؟
أَهَبُ السِّنينَ مَدامِعاً بمسيرَتي
لِأَخوضَ عُسراً قَدْ دَريتُ غِمارُهُ
ذرفُ الدُّموعِ شَفاعةً لِخَطيئَتي
و الرَّيبُ يُشكِلُ في المقاصِدِ نيّةً
في السّابقاتِ مُذِلَّةً لِحَميَّتي
لِيُطيحَ نَذراً قَد أُبيحَ بِمَذبَحٍ
ذُبِحَت عليهِ الأُمنياتُ بِرحلتي
عَبَّدتُ درباً بالشَّهادةِ والدِّما
وَ نَزَفْتُ جُرحاً لا يَطيبُ بِمنبَتي
و بَكَيتُ أقدارَ الزَّمانِ مُحاصَراً
في بُؤسِ ما شُلَّت عليهِ عزيمتي
أَسرَفتُ إيماءً يَراهُ مُراقِبٌ
كالأُحجياتِ تَراكَبَتْ بقَصيدَتي
فَرَكَنتُ سَدّاً كَي أُنازِعَ خَلفَهُ
أَبكي لأُطفئَ في الفُؤادِ حَريقتي
فأَكونُ عَن منأى العيونِ مُخافياً
سَفَراتُ قَهرٍ تَستَديمُ بِمَنعَتي
و الموقنونَ خَسارةً بتآلُفي
بسياطِ موتٍ قَدْ أَذاقوا بلدَتي
في أرضِ غَزَّةَ تُستَباحُ مَحارِمٌ
و القدسُ مَلَّتْ مِن نداءِ شَريعَتي
بيروتُ ثَكلى تستَغيثُ مِنَ العِدا
و أخي الشَّقيقُ مُكاسِلٌ عَن نصرَتي
ما عادَ في جُعَبِ الصُّدورِ خوافياً
مِن بعدِما بَحَّ النِّداءُ بِإخوَتي
سَأَظَلُّ أَصرَخُ بالشقيقِ مُنادياً
عَلَّ السَّوابِتَ تَستفيقُ بِأُمَّتي
د. يعرب قحطان الزبيدي
…………………………….
تعليقات