همسة ليل صارخة: بقلم فراس العباس
#همسة_ليل_صارخة
كلما هممتُ بالانكفاء والكفّ عن توصيف مرير النزف
تعيدني المعاناة والعصف إلى مزيد من البوح والقصف في نظيم من الرصف والصف :
ما عادت الدنيا تُطاق مهما ادعيناها رَواق
مهما زعمنا أنها تصفو ، فرونقها بُهاق
زوراً نقول بأنها تمشي على قدم و ساق
لا شيء فيها مستسا .......... غُ ، و لا لِلَذّتها مذاق
صارت لعمري غابةً ما عاد فيها إتساق
قانونها حكمُ القويّ على الضعيف بإتفاق
طمْسُ الحقوق وأكُلها باسم الشطارة و النفاق
حيتانُ تلقفُ قوتَنا و إلى ابتلاعٍ في اشتياق
بشراهة لا تكتفي مادام في الأسماك باق
سمكٌ يُقتّلُ بعضَه متسابقاً .. بئس السباق
تباً لعيش لم يعد به فسحة للإنطلاق
أرضٌ تكالبَ أهلُها خيراتُها في إستراق
بلغ الفساد مبالغاً منها على أقصى نطاق
صرنا نُضاهي عيشةً بلداً تسمى ( الواقِ واق )
ماذا نُؤَمّلُ بعدما ذهب التراحم و الوفاق
و تواضعت أخلاقُنا و تعاظمت شُعَبُ الشقاق
و طغت علينا لعنة ال ....... دولار باسم الإرتزاق
فالكل يخطب ودّه فإذا هوى طلب الطلاق
حتى المحبةُ أصبحت مرهونةً به و العناق
و كذا المدارسُ لم يَعُدْ إقبالُها أمراً يُتاق
عبءٌ ثقيلٌ خانقٌ كالطوق مشدود الوثاق
و تراجع التعليم في مَنتوجِهِ كم من معاق
درسٌ خصوصيٌّ هنا و مُدّرسٌ قيدَ الرّواق
و معاهدٌ طُلاّبُها من كل مدرسة تُساق
و الجامعاتُ لمن له ذهبٌ و وِرْقٌ بالأواق
و يضيع جَهدُ مُثابرٍ ذي فاقةٍ و سُدىً يُراق
لا ذنبَ إلّا أنّهُ يمتازُ عن كل الرفاق
فالفقر أبطأ رَكْبَهُ و رِكابُهم ضُمُرٌ عِتاق
شقّتْ دروبَ حياتهم و قضى حسيراً في زُقاق !
يمشي الفقير فلا يرى إلاّ التجهّمَ و الفراق
أما الغني فكلنا نسعى لوصله و التلاق
عدنا إلى عهد الرقي ........ قِ ، و نِيرِهِ .. بعد العتاق
و العيش أصبح ضيقا من ظلمنا اشتد الخناق
أسعارنا ملغومة و غلاؤها بالناس شاق
نصلى بنار سعيرها و يطول دركُ الإنزلاق
وصلت إلى غاباتنا فاشتدّ فيها الإحتراق
أسفي على أوطاننا شام العروبة و العراق
و على بلاد النيل و ال ..... سودان تغرق في اغتراق
لم يبقَ فينا موطنٌ إلّاّ تعرّضَ لاختراق
نبكي على أمجادنا و دموعُنا ملءُ المآق
ندعو و في أعماقنا حسدٌ و غِلٌّ و احتناق ؟!
يا ربّ فرّجْ كربَنا أنفاسُنا في إختناق
بلغتْ حناجرَنا القلو .... بُ و حَشْرَجَتْ مُهَجُ التراق
طال الذماءُ و ما لنا إلّاكَ من مُنْجٍ و راق
عَجّلْ بصحوة أمةٍ يدعو لها حُرٌّ أفاق
هيّئْ لنا من أمرنا رَشَداً و عَوداً للسياق
لِنَبَرّ عهدَ رسولنا فجميعنا للعهد عاق
ما لم نطهّر قدسَنا مسرى و معراجَ البراق
من رِجْسِ ذئبٍ غادرٍ يعدو على شاءٍ طِلاق
أكباشُها بنِعاجِها تبغي التزاوجَ باستباق
لولا الذكورةِ لم يكن إتيانُها إلّا سِحاق !!!
و كلابُها مأجورةٌ و لها مع الذئب اعتناق
و رُعاتُها في بِيدِهِم بين التّرَيُّضِ و الطباق
لم يرفعوا في وجهه إلّا شَمولاً في زِقاق
هذي حقيقة ذلنا لا تستحق سوى البُصاق
إلّا الشآمُ .. عرينُها كَنَفٌ لمن يبغي انعتاق
و عُفاتُها ما أبلسوا في روضها نِعْمَ الخَلاق
إن قِيلَ جاوزتََ المدى بِمُدىً لما دون النطاق
أفَما خشيتَ من الأذى ؟ عن قوس موتورٍ مُلاق !
قلتُ : الحقيقة مُهرةٌ لم يُغلها الحُرُّ الصُّداق
نفسي و روحي مَهرُها و الله لي كِفلٌ و واق .
ما قلتُ إلّا ما أرى حقّاً مبيناً لا اختلاق
كالبدر حين تمامه لا خَسْفَ فيه ولا مُحاق
فصلُ الخطاب مقالةٌ تجتازُ مخطوط الرقاق
أنّ الحقيقة مُرّةٌ تحلو .. إذا ما الحُرُّ ذاق
كيف الفلاحُ لسامِدٍ و لمُعْرِضٍ أنّى اللحاق .
- بقلم #فراس_العباس .
تعليقات