أما الفراق: بقلم أنور مغنية

 أمَّا الفُراقُ


أمَّا الفراقُ فقد حاربته فأتى 

وقامت الحربُ غيرَ أنَّهُ غَلَبا


والبين يأتيني مُلوِّحاً يده 

مُودِّعاً كلُّ بَينٍ قبلهُ لَعِبا


أشكو إلى الله سهم الرمشِ مُنطَلِقاً

والدَّمعُ مُنهَمِرٌ كالغيثِ مُنسَكِبا 


والظلمُ والحلمُ والعينُ التي دمَعت 

على الحبيباتِ  والقلبُ الذي تَعِبا


يا مَن حياتي كانت فيه أغنيةً

تُتلى فَرُدَّ ليَ اللحنَ الذي ذَهَبا 


قد كنتُ اشربُ كاساتَ الهوى نخباً

وبعد هجرانه ما طاب لي نَخْبا 


لا أرتضي عنهُ البديل حتى وَلَو 

مُلِّكتُ ما في الدُّنى مالاً أو ذَهَبا 


سأغمرُ الأرض من سعدٍ أنا نلتهُ 

فإن فعلتُ فقد أدَّيتُ ما وَجَبا  


فأنت جودك أفضى بي إلى فَرَحٍ

ما اهتزَّ قلبي إلا راقصاً طَرَبا 


تدنو إليَّ وإن في يومٍ بعدَت 

فاض الشوق وبُعد البين يقتربا 


أحِنُّ ألقاهُ أياماً ليغمُرَني 

حقَّ الوصايةِ  عن قلبٍ إليه صَبا


أصغي لهُ ولثغرهِ إذا نطَقَ

مهما أطالَ ظنَنتُ أنَّهُ اقتضبا 


يقولُ ، يُعجبني في قولِهِ فهوَ

لو يطلبُ الرُّوح يا رُخصَ الذي طَلَبا


أحببتهُ وضربتُ النائبات بهِ 

ما كلُّ من سلَّ سيفاً قاطعاً ضَرَبا 


د.أنور مغنية  2024 08 26


تعليقات

المشاركات الشائعة