من يشتري الجثث: بقلم سامية خليفة

 من يشتري الجثثَ؟

كمْ رخّصوا الإنسانَ!


في اللّيالي السودِ

حيثُ اشتداد الحلكةِ

في تكدُّس أعمى عقيمٍ 

لبقعٍ من ندبات متفحِّمة

تمسي رؤيةُ البياضِ مستحيلة

فتباعُ الظّلالُ في السّوقِ السّوداء

احتكارُ النّورِ أمسى 

متهاويَ القيم


يجتثّون بحرفيّةٍ

العلاماتِ الفارقةَ

لطمسِ الحقائقِ

المدَّعون كثرٌ

يلبسونَ ملابسَ القضاةِ

والعدالةُ واحدةٌ

لكنّها عاريةٌ

فغطّوها بالكفنِ


المنافقون على مسرحِ الخداع

يكملون أدوارَهم بإتقانٍ

المكاييلُ عشوائيَّةٌ

منْ يشتري

الجثثَ؟

كمْ رخصوا الإنسانَ!


إنه الزّمنُ الصّعب

الباذخُ النّكباتِ

ابتدأ بعملةٍ صعبةٍ

احتلَّتِ الأرزاقَ

وعساه أن لا ينتهيَ

برثاءِ الأوطان.


سامية خليفة / لبنان



تعليقات

المشاركات الشائعة