على باب الرجاء: بقلم يعرب قحطان الزبيدي

 (على باب الرجاء)

……………………………….

إن كان سُخطَكَ يا إلهيَ واضِعي*

             فَمنالُ عفوِكَ عن ذنوبيَ رافعي

أكرمتُ وجهيَ بالوضوءِ بأدمُعي

           وتفيضُ في باب الرجاء مدامعي

وطرقتُ بابَكَ يا إلهيَ سائلاً

              عَلَّ التوسُّلَ في رِحابِكَ شافِعي

أوذيتُ دمعاً لا يفارقُ مُقلتي

                   بمنابِتٍ فيها نَزيفُ مواجعي

وركبتُ همّاً ما استفقتُ غمامَهُ 

                     بعزيزِ قلبٍ تفتديهِ دوافعي

وذُهِلتُ آهاً في الصميمِ قرارُها

          نشَرَت على ظهرِ الشغافِ نوازعي

وَلسقمُ* والٍ في ديارِ احبَّتي

         كالجمرِ ينفُثُ في سكونِ هواجعي

طالتهُ من وصَبِ* الزمانِ شديدةٌ

                   كالموغلاتِ خناجرٍ بأضالِعي

بشكاةِ جُرحٍ لا يكِفُّ أنينُهُ

            بصلاةِ فجرٍ في صداهُ صوامعي*

أكظمتُ غيظاً لايفارقُ فِطنتي

    والصبرُ في شكوى الحبيبِ مُصارعي

مالي على ألَمٍ طواهُ بحيلةٍ

                   في غيرِ بابِكَ طارقٌ بأصابعي

عينايَ تذرفُ في شَقاءِ أحبّتي

                     إني دعوتُكَ مُثقلاً بودائعي*

ياربُّ قد عَظُمَ البلاءُ بفاقتي

                 فلمن بغيرِكَ أشتكيهِ لواذعي

هو كربُ نفسٍ واشتدادُ بليَّةٍ

                  بقرينِ قلبٍ تقتفيهِ مواضِعي

فارحم كسيراً يا إلهيَ مُتعباً

          واللطفُ منكَ لَمطلبي ومطامعي

يعرب قحطان الزبيدي

2024/8/10

…………………………

*واضعي / من الوضاعة وهي قلّة الشأن فالانسان الوضيع هو ضئيل القيمة والزهيد والحقير

ولسقمُ/ السقم هو المرض الشديد

*وَصَب/ دام وثبت 

وصب الزمان هي أوجاعهُ ومصائبهُ

*صوامعي / الصومعة مكان يتخذ للتعبد، وقد يكون مكانا مرتفعا ومعزولا قصد التفرد والاختلاء للتعبد

*بودائعي/ المقصود الهموم والأوجاع الدفينة بالصدور



تعليقات

المشاركات الشائعة