بلا موعد: بقلم سمية جمعة

 بِلا مَوْعِدٍ


الشّاعِرُ الذّي الْتَقَيْتُ بِهِ لَيْلَةَ أَمْسِ

في مَقْهىً مُحايِدٍ، لايُطِلُّ عَلى شَيْءٍ

حَدَّثَني عَنْ شَتاتِ الْأَفْكارِ

عَنْ وَطَنٍ بِلا قَميصٍ يَكْسو عُرِيَّ أَشْجارِهِ!

عَنْ أُمٍّ كانَتْ بِحَجْمِ  عُمُرٍ!

وَلَمْ يَسْرِقْ مِنْهُ أَيَّةَ لَحْظَةٍ

حَدَّثَني عَنْ وَجَعِ الْإِحْصاءِ

وَالتَّجَنّي وَالتَّمَيُّزِ

حَدَّثَني عَنْ صَديقَةٍ غائِبَةٍ

كانَتْ بِحَجْمِ الرُّفوفِ الْمُتْخَمَةِ بِالْكُتُبِ

حَدَّثَني...

عَنْ قَصائِدِ لَيْلٍ طَويلٍ بِلا سُمّارٍ

اسْتَدْرَكَ...

فَتَحَ سُتْرَةَ الْبَوْحِ راحَتْ أَنامِلُهُ تَغوصُ في بَقايا فِنْجانِ

قَهْوَةٍ بارِدَةٍ

يَدُسُّها في فَمِهِ... يَبْصُقُ بَقايا

أَحْداثٍ مِنْ زَمَنِ الْحِكاياتِ

حَدَّثَني

عَنْ أَبٍ غادَرَهُمْ... دونَ حَقيبَةٍ

أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ عائِدٌ لامَحالَةَ

وَمَرَّ الْعُمُرُ... وَأَشْلاءُ الْحَقيبَةِ

وَجَدوها عَلى شاطِئِ الْأَحْلامِ

حَدَّثَني... وَكُنْتُ أَنْتَظِرُ... وَأُراقِبُ... 

كِتابَهُ في الشِّعْرِ

وَ ها هُوَ الْهارِبُ مِنْ بَيْنِ دَفَّتَيْ

صَفَحاتِهِ...

دونَ وُجْهَةٍ.

سُمَيَّة جُمُعَة سورِيّة



تعليقات

المشاركات الشائعة