الغابة المظلة: بقلم أيمن دراوشة

 قصة قصيرة : "الغابة المظلمة"

بقلم / أيمن دراوشة

ملاحظة/

قصة حقيقية أنقلها كما رواها لي صاحبها بعيدًا عن أي زخرفات فنية أو بلاغية.

في يوم من الأيام، كانت هناك فتاة تُدعى ليلى تعيش في قرية صغيرة. كانت ليلى فتاة طيبة القلب وبسيطة، وكانت تحلم دائمًا بالسفر ورؤية العالم خارج قريتها. في يوم من الأيام، التقت برجل غريب جاء إلى قريتها بسيارته الفاخرة. كان يُدعى سامي، وادَّعى أنه رجل أعمال، يبحث عن مرافق لمساعدته في رحلته.

بعد حديث طويل، وافقت ليلى على مرافقته، مغلوبة على أمرها بأحلامها الكبيرة، لكن ما لم تكن تعرفه هو أنَّ سامي كان لديه نوايا شريرة. قاد سامي سيارته إلى عمق الغابة، بعيدًا عن الأنظار. عندما أدركت ليلى أنَّ الأمور ليست كما تبدو، بدأت تشعر بالخوف والقلق، فطلبت من سامي أنْ يعود بها إلى قريتها، لكنه رفض وأصر على أن يستمر في طريقه.

عندما توقفت السيارة في مكان مهجور داخل الغابة، حاول سامي الاعتداء على ليلى. دافعت ليلى عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، وعندما رأت أنَّ المقاومة لن تنفع، عرضت عليه مجوهراتها مقابل عدم الاعتداء عليها، لكنه رفض بوحشية، ونتيجة استبسال ليلى في المقاومة فشل سامي بتحقيق مراده، مما دفعه لربطها إلى شجرة كبيرة محكمًا وثاقها.

بدأ سامي في البحث عن أداة حادة لقتل ليلى، لكنه لم يجد شيئًا سوى الحجارة، فما كان منه إلا أنْ يأخذ حجرًا كبيرًا كي يهشم به رأس ليلى ويقتلها.

حاول سامي تحريك أحد الحجارة من مكانه؛ لتتدخل العناية الإلهية، فتتخرج أفعى ضخمة وتلدغه في يده.

سقط سامي على الأرض، يت


لوى من الألم حتى مات. وبينما كانت ليلى مربوطة بالشجرة، مرت مجموعة من ثلاثة رجال يعملون في المنطقة القريبة.

لاحظوا سيارة سامي واستغربوا من وجودها في هذا المكان المهجور.

عندما اقتربوا لتفحص المكان، فوجئوا بسماع صوت أنين ليلى، وعثروا عليها مربوطة بالشجرة، وسامي قد فارق الحياة بجانبها.

فك الرجال حبال ليلى وساعدوها على الوقوف. كانوا في قمة اللطف جدًّا، فأعطوها الماء والطعام، وعالجوها من الإصابات التي تعرضت لها.

ثم عادوا بها إلى قريتها، حيث حظيت باستقبال حار من أهلها الذين كانوا قلقين عليها.

تعلمت ليلى درسًا قاسيًا، لكنها عادت إلى قريتها أقوى وأشد إِصرارًا على تحقيق أحلامها بطريقة آمنة وصحيحة، بعيدًا عن الغرور والثقة العمياء بالغرباء.

النهاية


تعليقات

المشاركات الشائعة