الشوق دربي: بقلم عباس كاطع حسون

 الشوق دربي


يامَن سقاني حميماً من تجافيهِ

رُحْماكَ صَبْري فقد جفَّتْ سواقيهِ


هوِّنْ عليكَ فقدْ أبرأتَ عِلَّتَنا

انْ كانَ فينا سقامٌ أنتَ تُشْفيهِ


قدْ مسَّنا منكَ ضرٌ لو علمنَ بهِ

لكانَ حقاً على الاقلامِ ترويهِ


يامن سقتنا بكأسِ الهمِّ أيديهِ

أجْملْ فقلبي كؤوسُ الهمِّ تؤذيهِ


هلّا كفاهُ اضطراباً خلفَ أضلُعِهِ

يامن صببتُ دموعي بين أيديهِ


لَمْ يَبْكِ شوقاً على أيّام حاضرهِ

بلْ يبكي حزناً على أيام ماضيهِ


قدْ غاضَ صبري فلا صبرٌ يساعدُني

ولستُ اسلو فأنسى ما أعانيهِ


قلبي ينوءُ بحملٍ فوقَ طاقتهِ

أنظرْ اليهِ فقدْ أعياهُ ما فيهِ


يامن رشفتُ دروسَ الحبِّ من فيهِ

 من لي سواكَ طبيبُ كي يداويهِ


يأتي نهاري على قلبي فيوجعُهُ

وأحسَبُ الليلَ يشفيهِ فيُدميهِ


مازلتُ اؤمنُ أنَّ العشقَ لي قدرٌ

والشوقُ دربي ووحدي سوفَ امشيهِ


انْ كانَ ذنبي فذنبي لستُ أنكِرُهُ

كلٌ يُدانُ بما تجنيهِ أيديهِ


يا عاذلي لاتلُمْني فالوصالُ دمٌ

يأتي الى العضوِ في صمتٍ فيحييهِ


وَليسَ للصَبِّ طبٌّ كي يُعالجهُ

غيرَ الوصالِ فانَّ الوصلَ يُشفيهِ


انْ كانَ ذنباً فمنْ عينيهِ مَبْعَثُهُ

يا ويلَ عينيهِ من ذنبٍ أقاسيهِ


يا نشوةً منذُ ذاكَ اليومَ تُسْكُرُني

في خمرةِ الحُبِّ في أحْلى لياليهِ


يا طاعني في صميمي ليتَ ترحَمَني

قمْ وانتشلْني منَ الاحزانِ والتيهِ


ياهاجري كيفَ بي والناسُ تلمزُني

أينََ الهروبُ ووجهي أينَ أخفيهِ


لي

عباس كاطع حسون/العراق



تعليقات

المشاركات الشائعة