لا تشكو دمعاً ..
لا تشكو دمعاً ..
ولا تطلقْ الآهاتْ ..
فالذنبُ ذنبكْ ..
و كفاكَ ملاماً ..
و كانَ الهجرُ لِزاماً ..
لا تشكو دمعاً ..
فقد أحرقتَ رُفاتي ..
و نثرتَ فوقَ الريح رمادي ..
و أقَمتَ مَجلِساً لِعزائي ..
فأحفرْ بِصدركَ مَجراً ..
كي تمرُ منهُ بُكاءاً ..
و أملأْ الكأسَ و أشربْ ..
و ذُقْ طعمَ العناءْ ..
لا تشكو دمعاً ..
فقد خلعتُ ثوبَ الوفاء ..
و لبستُ رداءَ القسوةِ و الجفاء ..
و أنتَ من علمتَني ..
كيفَ أقتلُ الحنينْ ..
و أنتَ من علمتَني ..
كيفَ يُقتَلُ الأنقياءْ ..
فتباً لراحتيَّ ..
إنْ صافحتْ يدُ السماحْ ..
و تباً لدمعي ..
إنْ نزلَ بعدَ هذا اللِقاءْ ..
و تباً لكَ لا تَجثو أمامي ..
ولا تَطلبْ الرجاءْ ..
وليُسامحكَ رَّبُ السماءْ ..
فأنا لستُ من الملائكةِ ولا الأنبياءْ ..
فكَما تُدينُ تدانْ ..
لا تَشكو دمعاً ..
و عِشْ الحُزنَ سِراً ..
فأنا إمرأةٌ تتقنُ العِنادْ ..
و أفتَخِرُ إني حملتُ ..
كلَ الغرورِ الذي في النِساءْ ..
ميسون المتولي
٢٠٢٤/٣/٩
تعليقات