فيزا الوقت: بقلم محمد كسبه
فيزا الوقت
قصة قصيرة
تأليف : محمد كسبه
امسكت الهاتف و إتصلت بمدير بنك الوقت ، لكي يرسل لها من يرافقها في مرضها ، حيث انها تعثرت على السلم و كسر كاحلها الأيسر .
اعتادت السيدة صفية منذ سنوات أن تقدم أعمالا تطوعية ، في مساعدة المرضى و المشردين في الشوارع و خدمة كبار السن ، و كانت كل هذه الأوقات التى تقضيها تحسب في رصيدها الزمني في الفيزا الخاصة بالأعمال التطوعية .
بعد بلوغها سن التقاعد حددت لنفسها ساعتين مرتين كل إسبوع ، تقدم خلالهما الخدمات الإجتماعية للمحتاجين ، و بعد الإنتهاء تتأكد من زيادة رصيدها الزمني ، و كانت حينها دائما تشعر بالرضا ، السعادة و الفخر كأنها أحرزت هدفا .
هي تعلم جيدا أن المال لا يجلب السعادة دائما ، فكانت تتبرع بجزء من معاشها لصالح الجمعيات الخيرية .
بعد خمس دقائق وصلت إليها سيارة الإسعاف ، و كان برفقتها في رحلتها إلى المستشفى أحد الشباب المتطوعين في بنك الوقت ، ابتسمت له و شعرت بالإطمئنان حين وجدت شعار البنك على قميصه ، فكل ما يزعجها أن تكون عبئا على أحد ، فهي انفقت وقتها في العمل التطوعي و الآن تسترد جزءا من مدخراتها الزمنية .
دخلت المستشفى على الكرسي المتحرك ، كان الشاب يساعدها و يحنو عليها و يقدم لها الخدمات دون تذمر أو كلل .
بعد أن استقرت حالتها ، طلب منها الشاب التوقيع أسفل الإستمارة ، و أشار إليها أن تدون ملاحظاتها ففعلت و منحته في نهاية الإستمارة تقيم الخمسة نجوم ، و هذا يعني أن المدة التي قضاها معها ستحسب الضعف في رصيده الزمني .
بعد أن غادر الشاب ، شعرت بالأسى و الحزن ، فهي تعلم أن أبنائها لديهم الكثير من المشاغل و أن الوقت ، العمل و جمع المال أعز لديهم من الأم .
حمدت الله على الصحة و العافية و عزمت على أنها ستعوض ما فقدته من مدخراتها الزمنية و ستضاعف عملها التطوعي ، فهي لا تعلم ماذا يخبيء لها المستقبل .
تعليقات