صراع مع الذات: بقلم رائدة احمد علي

 قصة قصيرة

صراع مع الذات

اتخذتْ مكانا عصيا، اتكأت على عصا الشك، وقفت بآخر الفعل مفصولة عنه سألتها بفضول:

ما بك يا ابنة الأبجدية مطرقة حزينة؟

لقد انبذتني أمي، وأنكرني أخوتي، بعد أن فرّقتِ الأحقاد جمعنا.

فكرت كيف للأبجدية العربية أن تتفرق، وقد جمعها كتاب الله فبادرتها:

لا تحزني يا أختاه، فقد جعلت الأديان لك مكانا عليا

بادرتني والحزن يكور رأسها تحت عنقها، وجسدها يتلوى ألما

وا حسرتاه على الجمع والجماعة، استطاع ضمير المفرد السيطرة علي، ففقدت قيمتي، واستفرد بي الأعداء.

فكرت بما آلت إليه الحال، وقلت: نلوذ إليك عند الكلام، ففي كلّ جملة لك نصيب انت الوصل والعطف والحال وضمير الجمع، فلا يستقيم المعنى من دونك.

ومن يسأل عن الاستقامة بزمن طغيان الفردية.

تركتها، ومضيت عنها، ومضت عني، فماذا عساي أعمل وأنا وحدي وهم غائبون.



تعليقات

المشاركات الشائعة