حوار بين: علي البدر وشلال عنوز

 بين الثابت والمتغير

حوار بين علي البدر والشاعر شلال عنوز

 

1) لا تبَدُّل

ألشاعر شلال عنوز


عام يمر وآخر يأتي

المساءات باكية والصباحات راعفة

هو والمرآة يتبادل الأدوار

يمسك عصا شيخوخته

يتوكأ على آهات ألمه

وجهه هو هو

رآه قبلا بذقن أسود والآن يراه مرملا بنداهات الشيب..

عدّاد الوقت يهرول مسرعا

نحو نهاية المطاف

والأفق بعيد.... بعيد

الفرح المستورد عاث به الغلاء

لا تدجين للمحنة

لا حبيبة لا صديق ولا قريب

الحب سلعة تباع وتشترى في صالات الخديعة

وملاعب الغش والضجيج..

القصيدة محض تسلية وأقراص منوّم تمتهن كبح جماح اليقظة القاتلة

يتيمة ...شوّهها المزيّفون

النكبات تترى على شرفات الهزائم

بائعو الخضار يملؤون الشوارع

صيحاتهم تبتلع الوقت

والخضرة تختفي من الساحات

الحفاة جدّرت أقدامهم دروب المأساة

في المدن العطش

شجرة الميلاد اعتراها الذبول

تساقط الورق

منذ فارقتها أكف الماء

وأغرورقت شواطئ النهرين بدموع الجفاف

الفواخت مأزومة ترفرف فوقها

ولا هديل بشرى يبثه اليمام

الحياة مسرح للمأساة

وذاك المبتلى مازال واقفا

على مدخنة اللغو

يرفع قبعته مستسلما لشراسة العواصف وانحراف البوصلة

شاخصا بصره نحو السماء

مبتهلا... متأمّلا...منتظرا وابل المطر

واخضرار التين

حالما بميلاد فرح قد يولد من رحم البلوى...

النجف: ٢٩- ١٢- ٢٠٢٣ 


2) عالم يأبى الثبات

علي البدر

 

تحديات أمامنا كثيرة تنتظر

وفي الحياة دهاليز وسطها نمشي 

وبين ثناياها قد يتيه الحيران، 

ونعلم أو لا نعلم، تلوينا أو نلويها

وبذكاء، لقوتنا وإرادتنا وصبرنا تَختَبِر


وبعمق الظلام

أحمل مشعلا يلهبه نور الشمس، يخجل منه القمر 

وتفرح له النجوم

وعلى أكتاف الأمل، يأتي النداء

تردده ملائكة السماء لينثر السلام


ويزهو في قلوب الأوفياء شعاع الأمل

يقلب صفحات الأيام ويمسح من أعماقنا الألم

وبعد كل شدة يأتي الفرج ويهرب إلينا الأمان

يحمل شوقَ عشرات السنين والبسمة في المقل


ويرن هادرًا في الآفاق الصدى

بعد العثرات، وقساوة الايام الماضيات،

وبين يأس وشدة وفقد وحسرة ،

يغور النور في الآعماق

ويفتح ذراعيه المدى


وتحت خيمة الرحمن، من علمنا البيان

تدور الأيام والشهور والسنون

 وتبقى أنت والطيبون  للنقاء رمزا ، 

ومع كل عام جديد،

 تُرسمُ الإبتسامةُ، ويفرح لكَ يا شلالُ الإنسان

1/1/2024



تعليقات

المشاركات الشائعة