سانتا كلوز: بقلم رائدة علي أحمد

 (قصة قصيرة)

سانتا كلوز

جمعتُ الجراح والدموع في كيسي الكبير، وارتديتُ بدلة مخضّبة بالدم وطهارة الأطفال،  وضعت الكيس على ظهري، ثم ركبت منطاد الريح، وانطلقتُ من بوابة العزة والصمود قاصدا دول المحبة والسلام لعلهم يُفرغون كيس الفجيعة، ويملأونه حقا وحرية وعدالة، فأعود أدراجي إلى حيث المظالم الكبرى

كنت أنظر إلى جبل الصبر الطويل من عل،  وبي أمل كبير بالنجاح، غير أن صاروخا مباشرا معاديا أصاب مركبتي الالهية، فتطايرت الجراح، وهطلت الدموع من خاصرة الوطن، ووقعت أرضًا منهوبة، يحاصرها لصوص غادرون، فهجم أحد الجهابذة الجبناء عليّ، شاهرا سلاحه بوجهي، سلبني الدم والدموع ودسّ في يدي كيسا من الألعاب ، وسار بي إلى أحياء حيوية استعارية،، فيها أطفال استنسخوني بآلاف المرات، يلعبون، ويرقصون على جثث أترابهم الأطفال

أجفلني المشهد المرعب، وسربل يديّ، وبين أنا مأسور، مسلوب الارادة، مذهول المصاب، ركلني ذلك الخسيس، وأمرني أن أتقدّم، لأنشر الهدايا على إيقاع موسيقى "أنا دمي... " بكلمات محرّفة، وقال بصوت جنائزي:

هيا امنح بركاتك لأطفالنا، ولك الأمان

دنوت بحذر شديد نحو جثث أطفال شوّهتها قنابل الفوسفور، ثم أفرغت الكيس على كومة الشhدaء وصرخت بوجهه

لهم الألعاب وعليكم اللعنة

سحلني، وركلني بكعب بندقيته، وشدّني بلحيتي إلى الخلف وصرخ صراخ خنزير بريّ

لعنك الله يا سانتا كيف خرجت عن القطيع ؟

طلقة واحدة كانت كفيلة بأن تنجيني من العذاب

لملمت جراحي ورفعت رأسي إلى السماء مستغيثا، ففتحت السماء فوهة من نور، وسحبتني إليها مع آلاف الأطفال.



تعليقات

المشاركات الشائعة