لعنة الأطفال: بقلم د. حسن أحمد الفلاح


 لعنةُ الأطفالِ

وأنا هنا بينَ الملاحمِ أرتدي 

درعاً منَ الصّخرِ المحمّى 

من ركامِ الأرضِ 

كي يحيي قناديلَ الأصيلْ 

وهنا سألجمُ مع سراج الليلِ 

أشرعةَ الأماني والفصولْ  

حممُ القنابلِ لنْ تفلّ عزيمتي 

وهنا تعانقني اليمامةُ 

في فضاءٍ يعربيٍّ كلّما 

حنَّتْ رياحُ الغربِ كي

تزجي إلى الأهوازِ 

أحزمةَ الرّحيلْ 

وأنا هنا أزجي سحاباً 

غامضاً للفجرِ 

كي يحمي رمالَ الأرضِ 

من جندِ الرّدى 

وهنا أغمّسُ من لعابِ 

الشّرقِ سمَّ الموتِ 

من هوجِ المواجعِ 

كي نرى في الأفقِ موتاً 

يزحمُ الأقدارَ

من وجعِ القتيلْ

وأنا أنا بينَ الرّكامِ 

على صخورٍ 

تنفثُ الإعصارَ في 

وجهِ الرّدى 

وتهزّ نورَ الأرضِ 

من زبدِ الضّبابِ 

على سراجٍ يحتسي 

من خصرِ إمرأةٍ تحنّتْ 

من لعابِ الأرضِ  

كي تحيي النّدى 

وأنا هنا أرمي إلى عوليسَ 

ظلَّ الفجرِ 

كي نحكي إلى الأعرابِ 

سرَّ قصيدةٍ أو حبكةٍ 

للقصّةِ الحمقاءَ في 

زمنٍ تقاذَفَهُ رمادُ الأرضِ 

من لبنِ الصّحاري كلّما 

رجفَتْ رعودُ الأرضِ 

كي تحيي القتيلْ 

وهنا يراودني جمادٌ 

في المدى 

يحكي بصمتهِ قصّةً 

للماردِ الحجريّ 

في سقمِ الموانئ عندما 

نُحيي أثافي الموتِ 

من مكرِ الثّعالبِ 

في طوابيرٍ منَ الأوراسِ 

تحمي جعبةَ الأقدارِ 

كي تحيي منَ الأنوارِ 

أنفاسَ الأصيلْ 

وهنا تناديني البلادُ هنيهةً 

هل تنتهي الأسوارُ من عَجَمِ 

الموانيءِ في سحابٍ

يحملُ الأمطارَ مع زحفٍ لأمواجٍ 

تحنّي الليلَ من عرقِ الجليلْ  ؟ 

هل تنتخي عرافةٌ يوماً على 

رمدِ الأزقّةِ 

كي تقولَ حقيقةً أو لا تقولْ ؟ 

هي غزّةُ الأطفالُ فيها 

من ركامِ الأرضِ يخرجُ نورُهم 

كسحابةِ البركانِ تحكي 

قصّةً للفجرِ من عسفِ الدّخيلْ 

لا شيءَ يعجبُنا هناكَ على رصيفِ 

عروبتي العرجاءَ من وهمِ 

التّناقضِ كلّما جنّتْ عروشُ القهرِ 

في عتمٍ منَ الأهوالِ يرمدُها العويلْ 

وأريدُ أنْ أبكي وحديداً ها هنا 

بينَ الصّوارمِ في إباءٍ مستحيلْ 

أو ربّما أحيا وحيداً في العراءِ 

على ركامِ الأرضِ 

في وهجٍ من البركانِ 

يركمُهُ سحابٌ غاراقٌ في الرّعدِ 

من برقٍ يحنّي الأرضَ 

في ومضٍ قليلْ 

هي غزّةُ الرّقمُ المعقّدُ 

في حساباتٍ تجنّدُ عهرَهم 

لتزيدَ من وجعِ العذارى 

في مرامينا التي 

تحكي إلى الأكوانِ أسرارَ الأفولْ 

هي غزّةُ الأنوارُ فيها قصائدٌ 

تحكي لوجهِ اللهِ من وجعِ الثّكالى 

قصّةَ البحرِ الذي ينمو على أمواجِهِ 

عشبُ التّحدي والنّزولْ 

هي غزّةُ الأمُّ التي 

تحيا على قِمِمِ الرّجولةِ في مِدادٍ 

من غيومٍ تنتحي وجهَ الرّواسي 

في الدّجى لتحاكي سرَّ اللهِ 

في مدَدٍ الأجنّةِ من أعاصيرٍ 

تحنّي الرّيحَ من عرقِ المنايا 

كلّما حملَتْ لنا من فرجةِ الأقدارِ 

أسرارَ الخليلْ 

وهنا تحاكي النّورَ من جذعِ الصّدى 

لتقولَ للفجرِ سلاماً من دماءِ 

ترتدي ثوباً من الأقمارِ أو لا لا تقولْ 

هي غزّةُ العصفُ الذي 

يحيي نجومَ الكونِ من سغبٍ 

يميتُ النّورَ من قِمَمِ الرّعيلْ 

هي لعنَةُ الأطفالِ 

في هوجِ المرايا كلّما 

نحلَتْ وجوهِ العهرِ أسقامَ الدّخيلْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة