سفر: بقلم Lahcen Laabouidi


 سفر


سافر ابي ذات يوم،

دون خصام،دون اصطفاق للباب،

تركه مواربا لنفس الاسباب،

لأننا كنا على موعد نومنا،

بعد طول سهر و سباب،

خرج بدون جلباب،

و اطال الغياب،

كنت ارقب سبحته و الباب،

و كلما حل الطير الذهبي،

بباحة فناء الدار، 

طير البشارة بعودة الأحباب،

استبشرت خيرا، 

و اشرعت الباب على مصراعيه،

و انتظرت اياب ابي،

ذات مساء رأيت صديقه،

يسير على غير هدى،

اقتربت منه،

سلمت عليه،

ضاعت يداه في الفضاء

تبحثان لتلبية النداء،

سقطت الدمعة من عيني،

كان ابي نبراس الصفاء

كان النور الذي

به ادفع الضباب،

بعدك ،أعمدة النور انغرست

في مجموع التراب ،

لكن الظلام لف العباد،

هل تعود لتصلح انارة القلوب؟

ام حتى انت، نور عينيك خبا،

مثلي و مثل  بقية رفاق الصبا، 

لاننا حينما املنا الانصلاح خاب،

لو عدت و لم تتعرف علينا،

فلا زالت حذوة الحصان بالباب

لا زلنا نخشى عينا و نتسلح بالاسباب،

انت وحدك تعلم بانها ما ردت قدرا

و لا لطفت وقعه على العباد،

بعدك تعددت الآلهة بلا عدد

و تعددت النعم حتى عافتها الكلاب،

و صار لها حساب في البنك

 و على الفايسبوك ،

و سجل في المتاجر الكبرى 

و دفتر شخصي و طبيب ،

نعم انه طبيب كلاب،

انت الذي عصبت جبهتك

و طبخت لك زوجك الأعشاب 

و سافرت بلا عدة و لا عتاد،

و قالوا انتهت حياتك بالعذاب،

كما بدأت، مثلما جاء في الكتاب،

كلما رفعت صرحا تهاوى من فوقك التراب،

لا سجل لك عند الحكومة،

و لا الطبيب زار جسدك جسا 

أو جبسا أو وخزا أو رتقا،

و حارت فيك نوائب و مصائب،

حين سافرت، اخترت جنح الظلام،

سافرت بدون سابق اعلام و نحن نيام،

سافرت رافعا يدك إلى رب الأرباب،

ما مددتها يوما إلى بشر مثلك، ترجو نوالا أو دفع حساب،

كنت تقول، يكفيني القليل،

و يكفي غيري ذل السؤال،

سافرت، تضحك، قالت جارتنا،

و أهديتها ما تبقى عندك من مال،

كنت تحب الحياة، و بيدك تدفع المال،

كأنه اجرب يعدي فقط الرجال. 

١٨.٠٦.٢٠٢٢  المغرب


تعليقات

المشاركات الشائعة