أوهام: بقلم نداء طالب

 أوهام ٌ


تلتفُّ، تتداخلُ، تتعانق ُ

كل ما تملكُُهُ ظلالاً قاتمةً

تخادعُ عيوناً.. تعبثُ بالظلامِ

تعشِّشُ بهياكلَ المرايا

تعكسُ خيالاتٍ مشوَّهةٍ  

تَعَبُ الرُّوح يُدمي الحنايا 

الظلُّ عاجزٌ عن حملِ الألمِ

يستلقي خَدِراً مِلءَ جفنيه 

جسدٌ يستسلمُ للرقادِ 

تُزاورُه الأحلامُ ورديةً

يهيمُ بملكوتٍ من سحرٍ عذبٍ

كأنّه سلطانُ المكانِ وسيِّدُ الزمانِ

يصحو على ريح ٍعاتية ٍ

تدكُّ حصونَه

يتبعثرُ رشدَه بين الصحوِ والمنامِ

يستفيقُ فَزِعاً على غصنٍ رهيفٍ

نبضةُ رعبٍ تُسقطُه أرضاً

وأفواهُ السِّباعِ تنتظرُ

لالتهامِه بغفوةٍ من زمنٍ

يموتُ رعباً قبلَ أوانهِ

فالسِّباعُ لا تستسيغُ الدماءَ الباردةَ

هروبٌ بغيرِ هدىً ،عبثيَّةُ الجهاتِ

نوافذٌ مرسومةٌ على جدرانِ صحراءٍ

علَّ نسائماً لطيفةٌ تهبُّ 

 والقيظُ نارٌ حارقةٌ

نهوي كجذوعٍ نخرة ٍ

وشفاهُنا يُبلِّلها سرابُ الماءِ

ماءٌ أم دماءٌ نازفةٌ؟

حين الكفُّ عانقَ الكفَّ

وارتسمَ الوعدُ ببقاءِ الودِّ

سيرورةُ حبٍّ وشغفٍ

تمضي الليالي مخادعةً

تقضمُ الرحمةَ والُّلطفَ

دوارةٌ كالطاحونةِ دنيانا

تطحنُنا .تعجنُنا تخبزُنا 

خبزاً محترقاً 

تلفظُنا قسوةُ التنُّورِ

على أبوابِ المقابر َ

هنا الحقائقُ، هنا تحترقُ

الأوهامُ

نداء



تعليقات

المشاركات الشائعة