مدينتي والذكريات: بقلم زهير جبر التميمي

 مدينتي والذكريات 


ولأن حروفي الغافية..

على ضفاف الفرات.. 

تحاكي أشجار النخيل 

وبساتينها الممتدة على طرفي النهر

أزهرت منها ثمار التوت القرمزي..

بينما قلمي ينبض كعين ماء

ليروي حقول الرز..

العطشى لرية الإنبات

فشحة المياة.. صناعة غريبة.

لأهداف مريبة..

هم لايعلمون ..

بأن سنابل الحنطة نضجت

وتم حصادها..بين أهازيج الفرح 

ليشاركهم الفرح ضيفاً أتى من بعيد 

طائر السنونو 

ليحل ضيفاًعلينا...

نحتفل بقدومه كل عام..

فيطرح البركة 

ويطرد النحس

هكذا سمعت جدتي ..

قبل خمسة عقود من الزمن

تسميها العلويه..

كانت تقول لا تؤذوها..

فهذه الطيور المهاجرة

ضيوف علينا..

في بيوت من الطين ..

سقوفها من القصب والبردي

لتسكن في أعشاشها الجميلة

كانت رائحة الشاي ..

على جمرٍ من الحطب

تناديني من أطراف السلف..

حيث رغيف الخبز الحار وقطعة من الزبدة الحيوانية...

تفوق في لذتها طعم البيتزا والكنتاكي 

كانت الإنارة ..

شموع فرح في مساءٍ لا كهرباء فيه

كان قنديلنا القديم يتنفس

معنا بساطة الحياة 

زيته صوت أبي..شعاعه..وجه أمي

كل شيئاً كان جميلاً..

حتى أتى الظلام...

فأطفئ كل شيء..

وقتل البسمة قبل أن تولد الشمس

في مرافئ الحنين..

إنها الحرب اللعينة..

بقلمي زهير جبر التميمي



تعليقات

المشاركات الشائعة