صندوق أمي: بقلم محمد جبر حسن

 صندوق أُمّي


قبل أن أغادر فراشي

تذكرت

ما لم يكتبه الحلم على الوسادة

و ما لم يذكره الليل

قبل أن يلملم سواده

تذكرت الكلمات التي تاهت أحرفها

بين صدى الصوت والحقيقة

كانت قد ضاعت على أمل

أن أجمعها مرةً أُخرى

لم تبقَ سوى لحظات

لبزوغ الفجر

ويُعلن بداية يوم جديد 

من خلف الستارة النازلة بقربي

والتي كانت مفتوحة بعض الشيء

راحت خيوط الشمس

ترسم ببسمتها الخجولة

على وجهي تلاعب الحلم

 الذي يحلق مع السحب

والتي غادرت كلماته مع الضوء

لم يبقَ غير صوت أمي

الذي أحبه

هي وحدها من تسحب لي الماضي بتفاصيله

دفئها

صوتها

تنورها

الذي يعبق برائحة الخبز 

مازال الجمر بداخله مشتعل

وتلك الرائحة التي لا تنفك ان تغادره

أُمّي

أُمّي

آه

رائحة خبزك في أرجاء البيت منتشرة 

أُمّي ضميني 

مرة أخيرة

قبل أن تغادري

وأغرفي لي من صندوقكِ

الذي يمتد عبر التاريخ

وتتناثر به

حبات الهيل والقرنفل

اجمل القصص والحكايا

في لحظة إنتصار الشمس

ارى صندوقكِ مازال بركن الغرفة 

ينتظر من يفتحه

ومن بعيد.. اسمع صوت أُختي:

محمد.. محمد

لا تغلق الباب أبداً

فالراحلون سيعودون

سترى صورهم مطرزة على الوسادة

قبل أن يغادر الحلم

حروفه.

محمد جبر حسن 

27-5



تعليقات

المشاركات الشائعة