على أعتاب الرحيل: بقلم د. ابراهيم مصري النهر

 على أعتاب الرحيل


كــل حــب بـــالهجــر زائــلُ...

وكـل ورد بــالقـطـف ذابــلُ

ولـولا الربيـع مـا فتــح ورد...

ولولا الأسى ما غردت العنادلُ

وفي زمن ظالم لولا الأمل...

ما نسجت أعشاشها البلابلُ

لقد خُلِقت للأحزان هدفا...

ففي كل لحظة بلاء عليّ نازلُ

وآمالي لم تنضج لها سنابل...

تحصدها تباعا للبلاء مناجلُ

فإلى الله أشكو همي وبثي...

وليس لي إلا هو الواحد العادلُ

تموت الأسود في الغابة جوعا...

والكلاب على الأكتاف تُحملُ !

يعيش ندلٌ جبانٌ ويهنأ

وتلقى في الميدان حتفها البواسلُ !

فبمثلكِ يحلم كل فتًى...

وبمثلي تُعز وتُهاب القبائلُ

فيا من كثرت على حبها أدلتي...

وأُعدِمت ظلما هذي الدلائلُ

لأني أحبك أنا راحلٌ...

فبيننا ألف حائل وحائلُ

وكلما أزلت منها حائلا...

بدت حوائل أكبر ومشاكلُ

على أعتاب الرحيل دوائي...

ما أقبحه من علاج فالداء أجملُ

على أعتاب الرحيل ذبحت قلبي...

فمهما استحال الشفاء يُؤملُ

كُتب علينا الرحيل علاجا...

فبالذكريات قد يحلو الحنظلُ

يا من في قلبي ساكنة...

عند الرحيل تتفجر بالحشا قنابلُ

سأرحل وعزائي فيك وفائي...

في زمن الأوفياء فيه قلائلُ

واعلمي أن رحيلي قدر...

وأحمق من للقدر إلا قابلُ

فمن الحب ألا ترافقيني رحلتي...

فرفيقي فيها لاشك جاهلُ

رحلة بالأخطار محفوفة...

وهل يقبل على النار عاقلُ؟!

فأيامي شقاءٌ وأحزانٌ...

وما بين العذاب والآلام جائلُ

ولست معترضا على قضائي...

بل الحمد لله لسان حالي قائلُ

ولكني أوضح أسباب رحيلي...

ولمن أرجوها لماذا أتجاهلُ

لعلها تسامحني على رحيلي...

ولعل نسيانها إلى قلبي يتسللُ

نسيان من أدمنتها جوارحي...

ومن البدر دونها يتضاءلُ

فحان الرحيل ولي رجاء، تجعلين 

لي 


من الذكرى ما يُعطى سائلُ


قصيدة د. ابراهيم مصري النهر

تعليقات

المشاركات الشائعة