آخر الأخبار: بقلم ماجدة الضراوي
آخر الأخبار
لن أستمع للأخبار
حروب و انهيار
و فيضانات تعم الديار
قصف و جثامين تحت الأنقاض
و احتلال وتفاوض على الدولار
لن أتفرج الأخبار
وفيروس في الأطوار
و حرب باردة تلهي و تخوف لتفسد النهار
فإذا سئمت غيرت القناة للثقافة
قالوا نجوم تحتل الصدارة
على البساط الأحمر كرمت
للتو التحقت من المطار
و ضيوف ينتظرون منذ الإخطار
و تدخل السافرات
كأنهن طاووسات تخطف الأنظار
و الكل يتوق لسماع من يأخذ الأوسكار
علمت حينها أنني في أخبار الغرب المستمتع
و قلت لنرى أخبارا محلية تهم أصحاب القرار
وجدت أخبارا أدهى و أمر
مجون و تصعلك على منصة البولفار
و الأمن لم يدر بما صار
و الإعلام يلهي كل من أراد
أن يفكر أو يراجع الأسعار
حرب باردة لا تكل ولا تمل من إلاصدار
كل يوم تتصدر الصحف
و تذكير بالجرعات المعززة حتى لا تنسى الكورونا
و تظل تقلقنا باستمرار
سئمت الأخبار
و أخذت هاتفي لعلي أسرح قليلا و لا أنهار
و هنيهة صارت تتراكم التراندات و الزوار
هذا في سيارته الفارهة و تلك طلقت و ذاك يغار
و مع أنني لم أصدق ما قيل أن هناك من يغار
و الرقصة الجديدة و تحديات الانتحار
استيقظت من سهوي وقلت في نفسي
هل أنا حقا أعيش على كوكب الأرض المختار
للعيش و الإعمار
هل من هنا بدأ تاريخ الإنسانية وأرخى العلم سدوله
ما ذا حل بكوكب الأرض و ماذا صار
أم أنني في كوكب آخر
سئمت من كل شيء و قررت أن أكتفي بعالم الكتب
فماذا سأجد ياترى
لم أجد إلا قلة قليلة قديمة الإصدار
وكل ما فيها مستهلك
لا جديد يلفت الأنظار
ورميت بها جانبا وانهلت على القرآن
فقرأته و قرأته حتى فهمت الأسرار
و علمت حينها لم تغيرت الأخبار
و لم يكذب أصحاب القرار
و أصبحت أفهم ما كان و ما يكون
و لما هو آت أنا في الانتظار
و اطمأنت نفسي لما وجدت أخيرا كتابا يفي بالغرض
و يغنيني عن التنقيب ساعة الملل و الأكدار
و أنا أدعو إليه من منبري كل حائر أو غارق في البحار
هذا حبل النجاة فتمسك به بكل إصرار
و لا تنخدع في نجوم الأرض أو السماء
فكل ذلك يفنى و ينهار
هذا هو النور الذي لا يعرف التقادم ولا ينطفئ
حي يحيي باستمرار.
بقلم ماجدة الضراوي
تعليقات