فوضى: بقلم سمية جمعة

"فوضى" -في سقوط مباغت لطائرات الحنين، بلا وجهة دخلت سراديب الروح، فتشّت عن بقايا آثار عالقة تشير إلى جريمة غير معلنة، تجمعّت الشرايين، وتعاهدت مع القلب؛ لفك ذاك الاشتباك والتحرّي غير المسبوق، تكاثفت ذرات الغبار على خزائن الوقت، وبأصابع متهالكة بدأت تزيلها. عينان تجوبان المكان، وهمس يعلو ويهبط، صدحت بأغنية من زمن جميل، كان صداها يتردد عبر الجدران، وصوت أنفاسها، وهي تمزق آخر ورقة من دفتر الأمس، ورقة صفراء كان اللون الأحمر يزين نهايتها، بقلب مرتجف فتحتها، ولاحت لها حروف؛ لشدة صغرها لم تتبينها. كان الوقت ارتعاشة نبضاتها، على موعد مع الحياة، ربما لن يتسعّ الكون لتلك الشرارة، ولربما تعلن السماء تمردها فتمطر. بعينين متلفتّة يمينًا ويسارًا، يسرقها الزمن، ويخبئها في جعبته، يهدأ خفقان القلب، فتنتفض ثورة الفكر. كيف ولماذا وأين؟ كمّ من أسئلة وضعتها في قفص الحيرة! لملمت شتات اللحظات، أزاحت غيوم الحب، وردّدّت كلمات في سرّها. انتشلها صوته من براثن عزلتها، وأطبقت بروحها على دهشة اللقاء، كان الخوف معلنًا الحداد، فقد ارتدى الليل السواد، وغطى وجعها بهمهمة ريح، راحت تعبث بشعرها، بحركة لا إرادية استسلمت لحركة عينيه، وراحت تختلس النظرات. بحركات لا إرادية سقطت سلاسل اللحظات، وراحت القيود تعبث بصمت المكان، ازدحام للأفكار غير المسبوق، ونزيف في ذاكرة الأمس، ترى هل يحق لها توثيق هذا الفاصل الزمني في عمق اللهفة وتضارب الآراء حول مصداقيته؟ تسارعت خطواتها لتصل، ولكن حبلًا سريًا يشدّها كي تبقى. وصلت قال لها: -تأخرتِ عن الزمن بزمن، وها أنا أحصي ساعات انتظارك، كم من كلمات رتبتها فضاعت في حمّى الحضور! لم تمد يدها لتسلم فهي لم تعتد ذلك، كل شيء كان قابلًا للتأويل، للاستعارات، وحتى المجاز إلا عينيه اللتين فسرّتا لها كل الإجابات. غاصت في حلقها كلمات، جرّت سحب اللغة كي تمطرها، لكن لم تسعفها السماء، فقد برقت وأرعدت و لا مظلة تقيها ذاك الغبار.! سمية جمعة سورية.

تعليقات

المشاركات الشائعة