أبواب: بقلم قحطان عدنان السوداني

قصة قصيرة أبواب كلُّ ماوراء الأشياء الموصدة يقلقني، فعند عتبة كل مغلق أقف مستجمعا بعضا من قواي ، متحسبا لما سيواجهني خلفه، حتى التي خبرتها من قبل، كحجرتي والحجر الأخريات في منزلي، يقف كفي على مغاليق أبوابهن، ليتسنى لي تصور مافي الوراء، لأدخل بعدما يهدأ شيء من روعي، ويخف وثوب روحي المتحسبةللمجهول.. هذا المجهول الذي أخذ من تفكيري مأخذه، فكلما استفردت بنفسي أجادلها ،فيما يحسبه الآخرون مسلمات ليس لهم من ردها، فيرضخون للقادم قبل وقوعه، مستكينين، متغافلين الأتي حتى لا يدورون في داوئر الخوف والتوجس، فأغبطهم على هذة العقول التي أحالت نفسها إلى التقاعد، وبقت تجتر ما تسمع قصصا تشبه الأفيون، تذهب بهم لمستقبل، هم يسمونه الحياة الثانية، وأنا أسميه الموت فحسب... نعم هو الموت، آه منه هذا المجهول كم شغلني في الأونة ألاخيرة، فعند عتبته أقف جاهلا ما وراءه، وإن سمعت عنه الكثير وأنا أجلس مطأطئ الرأس تحت منابر يعتليها اناس يتحدثون وكأنهم عادوا توا من رحلة ماوراء الموت، فأغبط كل المطأطئين رؤوسهم معي، فهم أ ستقبلوا القصص، أفكارا معلبة هضموها بلعا، دون أن تلوك عقولهم ماجاء من معلبٍ، فتمنيت أن أكون عندي قدرة الهضم، دون أن أضع ما أسمعه بين فكي عقلٍ، صار عبئا على جسدي، الذي بدأ بالنحول حتى بت لا أقوى على السير، فأقضي يومي مابين يقظة، تشبه الموت، أو نوم خصب بالأحلام فيها أبواب تسلمني إلى أبواب، لكن حلم ظهيرة هذا اليوم ،هو غير كل الأحلام.. فكأن بيَّ مسجى أمام باب ثلاجة للموتى، وأيادٍ تدفع بجثتي نحو الداخل، لكني أمسكت بمغلاقها صارخا.. إلى أين أنتم بي ذاهبون؟.. تعالت أصوات الجثث المودعه قبلي، موحدين معي النداء وكأننا في مظاهرة للمطالبة بحق مستلب.. فكلما صرخت يصرخون بعدي.. أين أنتم بنا ذاهبون.. فجاء صوت حارس المكان، أسكتوا.. أنكم ستذهبون إلى الباب الأخير الأكبر.. هنا سألتّْ جثة قابعة في الأخير، هل الأجواءمابعد الباب الأكبر هي كما الأن اجواء الثلاجة؟ ضحكت كل الجثث لما حَسبته سؤالا ساذجا، إلا جثتي لم تشارك الأخريات الضحك، وأكتفت بأستذكار ما كان يقال على المنابر... فتغشتها السكينة والرضا.. دخلت مع الباقيات نحجز لنا مكانا باردا.. وترك عقلي عادته في لوك كل مايسمعه.

تعليقات

المشاركات الشائعة