كلنا نحارب من أجل التوت البري: بقلم حميد محمد الهاشم

"كلنا نحارب من أجل التوت البرّي" ....الهدنة..أو طبول الحرب ، ليس يعنيني.. سأكتب ،أورّخ ..بعد الحصاد بعاصفة من الجراد..وحرب نائمة، ورياح جوفاء، لمهرجةٍ..تغازل وقتي الأزرق ، أغنية فطامٍ لامرأة عند الأربعين بئراً من زيت العواطف الذي لم يشتعل بعد. لا اشتعالَ يخدعُ الأسوار...فلأكتب أنا، بينما تمرحين أنتِ بين أحراش انتصارات تكذَبُ و لا تتجمل..دوامة مزدوجة..ووحدكِ إوراها، ووحدي حين لم أكن وحدي ؛ ليلةَ كان شَعرُك الغجري ،يتزحلق على بياض الدهشة..منسدلاً حتى نهاية الجسر، ، ما بين حرفين افترقا حينما التقيا ، ليس لكِ أن تتبرأين من رماح الوهم، طاعنة أم مطعونة؛ بضاعة كاسدة!!!، لا أكتاف للغبار الآن تحملها، كلُّ سلال الصيف المتفتحة عن ثياب سُكّرٍها و المصابة بالحمى؛هي أفيون حقولك...طريق إمداد القلب المصاب بالعطب. كنتِ شَبقَ المعارك ولم تَكونيها ، لا ذخيرة يمولكِ بها خفقان المدى، لاغنائم في حسيس الظلام يا للفصول الوقحة... هكذا تغيرت بوصلة الدخان... كلنا نقاتل من أجل التوت الساخن والتفاح المتمرد ، تأويل الظلال يرسم خارطة بين خطوط كفيكِ... أو على شفتيكِ اللتين زاغتا ولم تَتُبا. يا لخسائر النسيان حين تضع الآهات أوزارها...وسيقبض التاريخ على أفواج أسراكِ وأسراركِ، ممن سقطوا ،حين تكتبين، حين تقفزين، من اللاطريق إلى اللاطريق ، من أنفاسكِ ،كم نسيتِ في غابات دفاتري، وأنتِ تعبربن الأرض الحرام رغوة حلم طائش ، فأعبدي أصنام الحنين، نذوراً وصلاة إلى آلهة تختبىء خلف شاشات القلب. لا مناجاةَ بين الموت والحب، وكما هي عادتك، فعماذا تبحثين ، لا أحد شهيداً لكِ، غثيانا أو بلاهة إذا ما ظنتْ الظنون ذلك سهوا ،أو بدون سهو. لا تبحثي عني.. لسنا صديقين ، لسنا عدويين ، لكنما أوهامنا طرفي حرب مُلّثمة. عهود مع أنهار جارية فينا ،قبل أن يغزوها اليباب ذات مساء من مساءاتك المستعارة من أيامك الهاربة إلى اللاشيء، فأعيدي صواب الذاكرة...يا قلادة الريح. أشكري هزائم السنين حيث لا غيرها في محطاتكِ المهجورة. أحمليها على كتفيك الجميلتين..كوّريها بخمار جنونكِ الغجري الجميل، يا لعاصمتك المحترقة دائما، أسيرة بلا أسر، مذنبة بلا ذنوب. صامتة قسراً..والضاجة قسراً.. خائنة لكل حروبها... المخادعة الخاسرة حتى آخر قلعة لكِ بين أنفاسك اللاهثة نحو الوراء. لا تتبرأي...لا تتبرأي..فكلّ يحمل حطب ناره. ..... سنوات وسنوات من "طروادته" ، خناجر وكلمات، سنوات من عودة الإبحار، تغرق الكلمات..لم يعد يأبه لأشرعتها أو لأشرعته، كلماتها ولا حتى كلماته... سوى أننا، كلنا نحارب من أجل التوت البرّي .!!!!. حميد الهاشم/العراق * الأرض الحرام/ هي المسافة التي تكون بين جيشين أثناء الحرب

تعليقات

المشاركات الشائعة