برواز: بقلم ندى خليفة
برواز
أرتب رفوف ذكرياتي ،
يتيه نظري عند زاوية حَمأة
أمرر اناملي المرتعشة لأزيل غبار السنين
أدسُّ لهفتي في أزمنتها الطاعنة بنزق الأحلام ،
تركض خيول الشوق الجامحة في أرجاء روحي ،
يَرقصُ بداخلي حنين طافح ،
يجرفني الزمن المكلل بالخيبات
إلى مدن الرماد المغمورة بٱلامها
أطبق أجفاني ، تتجمهر ملامحه ؛ ترقص الذكرى رقصتها الحارقة و تشُب لهبها في ذروة المشتهى ، يتجزأ طيفه بأضلعي ، يفقدني ثباتي
و شغف اللهفة يجبرني لفتح رسائله للمرة ال............
رسائل عاصفة تبعثرني ثم تكنس جوعي الواهن
فتحملني إليه
إلى عينيه إلى سحره
إلى غيرته الشرسة و العذبة
إلى حُمى الحب.. حيث كنا
إلى ثمالة اللقاء
و ذلك الأمان في حسيس عناقه
اين كنت أهرب منه إليه
و بين الرغبة والجنون أتْقنَ خياطة كفن يليق بروحي
و من خاصرة الرحيل أنجبتُ فراق وسيم ينشد ترانيم الوجع على قلب شاخ مبكرا
رحل ...رحل حيث أهواءه،
جرفته رياح موسمية إلى عُرف العابثين فتساوت كل الألوان في عينيه و حُشِرت جنازته في زمرة البائسين ..
هو هنا على الرفوف كتحفة موفورة الوجع كبرواز موشح بالحزن ،
لكني وَعدته..
وعدته أن أكون وفية كما كنت..
أنفض عنه الغبار ، كلما أذِن قلبي لذكراه أن تشاركني كوب شاي في مساءات السكينة
فأنا رغم عمري التائه في الخراب نسيت ...
...نسيت أن أكرهه .
ندى خليفة
الجزائر
تعليقات