صراخ المقابر: بقلم سالم سلوم

نصي الحاصل على المركز الأول بمسابقة القصة القصيرة في منتدانا #المشكاة الأدبي. &قلم ينقش حروفه كالازميل & بتاريخ ٢٠٢٣/٣/١٣/ الشكر العميق للجنة التحكيم الموقرة. والشكر الكبير لإدارة المنتدى .أ.رعد 🌹أ.أمال. 🌹 والأخوة المشرفين الأفاضل والأصدقاء جميعا. ⚘⚘⚘⚘⚘⚘ * صراخ المقابر ..رموه كشاة نافقة في حفرة واسعة تزخر بأمثاله من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة جلهم أبرياء ، منهم أطفال ونساء وشيوخ..كانت مقبرة جماعية لهم ومثواهم الأخير. تذكر أيامه السابقة ، وبدأ الانين والتحسر على مافات أخذت أنفاسه تخرج بتقطع مخيف...حشرجات من هم حوله فاقت اعالي السماء ، أهاتهم بعد أن اثخنتهم جراحهم النازفة.. تأمل المكان المعتم المخيف..أطلق صرخة كانت مسموعة للجميع ، وعلا الصراخ في المكان حتى بحت الحناجر.. حقيقة لم يكن لوحده. بل كانت مأساة الجميع ..كنت أصغي إليه بحذر وصمت رهيب .كوني كنت ملاصقا له. اخرج من جوفه آهات عدة..في كل أه كنت اقرا فيها أحلامه وخيباته و.... عم صمته للحظات..رغم أن صراخ الآخرين واهاتهم كانت كافية لأ علم بانني لست الوحيد هنا.. حين بدأ يتحسر ويصرخ وأخذ يسرد بصوت مسموع.. كنا نعيش بسلام وهدوء رغم النفاق الذي يحيط بنا ، لكن كان كل شئ ممكن وموجود.. أصابتنا التخمة. من كل شيء، ابتعدنا عن الله..فابتعد عنا كل شيء.. على حين غرة نخرنا السوس حيث طفت وجوه جديدة وغريبة تسللت عبر أحياءنا أمطرونا بوابل شعاراتهم البراقة ، انقسمنا فرقاء .. وأصبح الكل يقول نحن.. نحن تاهت بنا السبل وفقدنا البوصلة.. حينها خلعوا أقنعتهم المزيفة واقتادونا جميعا دون هوادة. حين استطالت أحلامهم ، قصوا ألسنتنا قبل أيادينا ، ونحن خائرون لانقوى على شيء. سوى التحسر على ماضينا الجميل الذي لم نعرف حقه إلا بعد فقده. إنها ضحالة عقولنا الهشة ، إنه زيف ادعاؤنا بالمحبة والوطنية أنه نفاقنا الذي تبجحنا به طويلا. فجأة يعلو الضحيج خارجا..وتفتح حفرة جديدة ويقذف بها مجموعة أخرى.ردموها على رؤوسهم . وعم الصراخ والانين ثانية.أحدهم سقط بالقرب منه وهو يصرخ بأعلى صوته.. رباه.. ماذا فعلت. ؟ أهذه هي نهايتنا...!!؟ بعد ذلنا، بعد سنوات من القهر والجوع والتشرد..بادرته بسؤالي قائلا.. لاعليك هون على نفسك تفاجأ بوجودي هدأ قليلا. فقلت له أخبرني كيف أتيتم إلى هنا.؟ أخرج من جوفه آه مؤلمة، كحد السيف ،استرسل قائلا.. بعد صبر على أحوالنا القاسية ، على هول حرب احتاجت ربيعنا ، جعلته مصفرا ، قطعوا أغصاننا وبتروا الجذور ، قتلوا الطفل قبل الكبير ،فبدأت أوراقه بالتساقط. وبعض منها مازال ينتظر ، أثخنتنا الجراح ، حاولوا كسر صمودنا وعقيدتنا بشتى الوسائل والطرق ، لم يألو جهدا في سبيل ذلك حتى وصل بهم المطاف إلى محاربتنا بلقمة عيشنا ، إنه الحصار الغاشم أنه الحظر أنه خط الكسر والإذلال. إنها سياستهم المعهودة ضد الشعوب. والآن كما ترى. حين وقفنا في وجوههم فتكوا بنا وقتلونا بدم بارد. بعد أن أرجعونا عهودا إلى الخلف. ونحن خائرون القوى ، ولم يكن لدينا إلا الصبر ، حتى هو قد سئمنا وفر منا ، فقدت كل أهلي تقريبا حين قررت الرحيل والهجرة بعد معاناة حقيقية في طريقي هروبي ، سماسرة الطريق ، عواصف البحار ، وأشياء اخرى أيضا لا أستطيع وصفها .. فقبضوا علي بتهم شتى. اقتادوني مكبلا وحاكموني صوريا. وكانت تلك هي نهايتي.مع مجموعة من رفاقي كم تمنيت الموت. وها قد نلته أخيرا.. لكنه في الحقيقة موحش جداا. قاطعه من كان يصغي إليه . تلك هي نهاياتنا جميعا..اعتقدنا بأن هناك راحة بعد الموت . قاطعته قائلا.. انظر لما حولك كم من أبرياء هنا لاذنب لهم إلا أنهم ولدوا على هذه الأرض. عذرا منك (محمود درويش على هذه الأرض هناك ما يستحق الحياة ) لا انت مخطئ.. أعذرني. صاح بي.. أنت إذا صحفي أو كاتب ؟! قلت له بحزن كنت ماهي تهمتك إذا اجبته لقد حاربت فكرهم بقلمي. بعد أن غسلوا عقول شبابنا. وكتبت في مذكراتي زيف ادعاءهم وضحضت نفاقهم وعهرهم وشريعتهم النكراء. فقبضوا علي بتهمة التحريض ضد الدولة المزعومة. وقصوا أصابعي قبل أن يرموني ها هنا. أذكر أنني قبل إلقاء القبض علي كتبت مقالا بعنوان.. صراخ المقابر. حقيقة لاقى العنوان إقبالا شديدا وبيعت نسخ الصحيفة بوقت قصير. أعيدت طباعة المقال مرات عديدة. حققت أرباحا كثيرة . وبدأ نجمي يسطع حينها.. في ليلة مظلمة داهموا منزلي وعاثوا فيه فسادا. وقتلوا جميع أهلي عم حزن كبير في داخلي. وانا مكبل معصب العينين..لا اعلم إلى أي مكان يقتادونني حتى لحظة اعدامي. ورمي هنا دون عنوان. فجأة علا صراخ إمرأة تقول ابتعدوا عني أنني حامل.! عم صمت رهيب داخل المقبرة.أقصد الحفرة ، حين بقروا بطنها..خرجت صيحة من جوفها أيقظت الجميع من ثباتهم الأبدي .حتى أنا أفقت مذعورا صارخا حينها تأملت نفسي على سريري الذي تبلل خوفا.جراء كابوس داهم نومي العميق. تأملت طاولتي التي اكتظت بكتبي وأوراقي المتناثرة. حيث وقعت عيناي على تلك القصة(صراخ المقابر) التي دفعت ثمنها كابوسا مازال يجثم على صدري حتى الآن. ✒..سالم سلوم/ سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة