مفاجأة سارة: بقلم محمد السر شرف الدين

قصة قصيرة مفاجأة سارة صعدت سعاد لصرحهم المضمّخ بالوفاء والسعادة بِعُقَد ماضيها المظلم، وكشفت عن نواياها السيئة باكراً، تقوم استراتيجيتها على قدّ قميص مودتهم من دُبُر دون مواربة، رضخت سارة على مضض بدخول زوجة ثانية لعشهم الهانئ رغم ان الأطباء أكدوا بعدم وجود موانع تحد من انجابها، يبحث الزوج خليل عن ذرية تكون جسر تواصل مع اسلافه تعبر فوق وفاء زوجته الوارف وتكون تاج مجد باذخ يفتخر بها بين الناس، فات عليه أن تربية الأطفال ليست كرعاية النبات، فالطعام والملبس لن يلمعّا مرآة سمعة عائلته المرموقة، التنشئة الصالحة وغرس قيم الدين والأعراف الأجتماعية الراسخة والمتابعة الذكيّة هي مربط الفرس، شرعت سعاد بدون تمارين إحماء ومن انطلاق الصافرة بالسخرية من عقم ضرتها وصوّرت لها أنها الملكة المتوّجة التي ستنجب ولي العرش بعد طول إنتظار، صارت توكِل لسارة معظم أعمال المنزل المضنيّة رويداً رويداً وإمعاناً في إذلالها طردت كل خادمات المنزل الفاره، وسعاد تتحمل بصبر قدرها المحتوم فهي توقن أن ما يحدث معها إستثناء وليس كل زوجة ثانية بهذا السوء، ومما زاد عليها العبء الخطط الشيطانية والحملات الشعواء التي تقودها سعاد بغرض إخلاء تلك الدخلية حسب زعمها من المنزل ومن ثم التفرّغ للزوج لإلتهام ثروته الهائلة ومن ثم طلب الطلاق، فزواجها من خليل بالنسبة لها صفقة مؤقّتة بعدها تتفرّغ للزواج بشاب بمثل سنها يرعى زهرة شبابها و تستمع معه بثروتها الملوّثة المنهوبة، حلّق قلب خليل مع نسمات الفرح بعد أن شاهد تلك النقطة بالغة الصِغَر بشاشة الطبيب وهو يبارك له، إنتفخت سعاد أكثر من ذي قبل وصارت تتبختر كالطاؤوس داخل عرشها وارتفعت حدة نبرة الإهانات والتجريح لضرتها الوفيّة والصبورة، كل ذلك وسارة تتحمل فقد أوحى لها قرن استشعارها الأنثوي بوجود خطر داهم من جانب تلك الغازية ضدها وزوجها، فآثرت التريث لإنقاذ زوجها عند الضرورة وبالوقت المناسب، أصيبت سارة بالهزال والإعياء الشديد بسبب العمل المضني بذلك القصر الواسع، سقطت مغشياً عليها بعد تدهور حالتها الصحية، تم نقلها بسرعة للمستشفى وتم إجراء العديد من الفحوصات لجسدها النحيل، ظهرت النتيجة، تعادل، واحد لواحد. محمد السر شرف الدين /السودان

تعليقات

المشاركات الشائعة